slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • slot gacor pastigacor88 slot pulsa slot pulsa slot qris slot qris slot qris slot qris slot gacor slot gacor slot dana
  • خرافة شعب إسرائيل.. كيف تكونت الجماعة اليهودية الأولى د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    خرافة شعب إسرائيل.. كيف تكونت الجماعة اليهودية الأولى

    منذ 10 شهور | 3514 مشاهدات

    في تبريره للحق المزعوم في فلسطين يعتمد الخطاب الصهيوني على مفهوم الدولة القومية الحديثة الذي يشترط للدولة أركانا ثلاثة ليعترف بها ككيان سياسي: 1- شعب متجانس تجمعه هوية قومية واحدة، 2- يعيش على أرض إقليمه الخاص، 3- وتحكمه سلطة عامة يرتضيها .. يقول الصهاينة أن مملكة داود (أواخر القرن 11 ق م) هي الدولة الوحيدة، بهذا المفهوم، التي قامت على أرض فلسطين، فقبلها عاشت شعوب عديدة في مدن صغيرة مستقلة لم يكن لأي منها كيان سياسي، حتى جاء بنو إسرائيل ليبيدوا أو يطردوا أو يستعبدوا السكان الأصليين، فلا يبقى على الأرض إلا شعب من عرق واحد (نسل إسرائيل)، وهي حالة مثالية للجماعة القومية، ثم ملكوا عليهم داود (ع)، ليحققوا لأول وآخر مرة شروط قيام الدولة، فعندما تراخت قبضة المملكة عاد الحال لما كان عليه قبلها، إلى أن وقعت فلسطين تحت الإحتلال وتبادلتها الإمبراطوريات المصرية والأشورية والبابلية والفارسية واليونانية والرومانية ثم الإسلامية العربية وأخيرا الإسلامية التركية، وظلت فلسطين محتلة حتى خاض شعبها الأصلي (اليهود) حربا لتحرير بلاده، وبعد إنتصاره سنة 1948 تمكن من إستعادة دولته المستقلة التي يريد العرب حرمانه منها .. فلسطين، على هذا الأساس، كانت منذ الفتح الإسلامي مستعمرة عربية، ولا يملك أي شعب الحق في الزعم بأنه أقام فيها دولة مستقلة لا قبل ولا بعد داود، فهي إما كانت مفتتة أو مجرد مستعمرة.

             لنترك لرجال العلوم السياسية توضيح أن الدولة القومية ظاهرة حديثة لم تظهر قبل القرن السابع عشر، وأن الكيانات السياسية القديمة كانت تقوم على أسس مختلفة، ولنفند هنا زعم اليهود بأن مجتمعهم الأول إتسم بالوحدة القومية، ولنؤجل إلى المقال القادم هدم أسطورة مملكة داود لنكون قد أوضحنا زيف تاريخهم (الحقيقة لسنا نحن الذين أوضحنا، بل علماء في التاريخ التوراتي تعتم الصهيونية على إنتاجهم العلمي وتنغص عليهم حياتهم العملية).

             لم يكن تعداد عشيرة بني إسرائيل عند دخولها فلسطين يتجاوز بأي حال 4000 نسمة (راجع المقال السابق) لا يمكنهم أن ينشئوا إلا قرية صغيرة كتلك التي كانت تعج بها فلسطين، ودعك من الحسابات السخيفة التي يقوم بها البعض بإستخدام المتواليات الهندسية ليثبتوا أن الزيادة الطبيعية (بالتناسل) تكفي لزيادة عددهم زيادة كبيرة، فهذه الحسابات تصدق على كل القرى ولا تجعل لقريتهم أي ميزة، ميزتها الفريدة كانت إمتلاكها للديانة الموسوية التوحيدية الراقية وشريعتها القائمة على العدل والمساواة والتكافل (وهي ديانة تختلف جوهريا عن اليهودية الكهنوتية التي نعرفها)، ويرصد المؤرخون دلائل على وجود قلاقل سياسية في فلسطين القرن 12 ق م، مما يرجح لجوء الكثير من المستضعفين والمقهورين للدخول في هذا الدين القويم والرغبة في الإنتساب للعشيرة التي حملته، فظلت جماعة الموحدين تحمل إسم "بني إسرائيل" حتى بعد أن صارت سلالة يعقوب لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من تعدادها، وقد ساعد على تماسك هذه الجماعة أن كل القبائل في فلسطين كانت من أصول متقاربة نزحت من جزيرة العرب في أوقات مختلفة (الفلستيون وحدهم هم الذين يزعم أن لهم أصول أوروبية)، ويعزز هذه الفكرة أن اللغة العبرية هي، بلا جدال، لهجة عروبية قديمة .. ومع زيادة معدل الإنضمام نمت الجماعة خلال قرن تقريبا لتمثل حوالي سدس سكان فلسطين، وهي جماعة ضئيلة لكنها داخل فلسطين المفتتة غدت ذات وزن وإعتبار، لكن مصدر تماسكها لم يكن إلا الوحدة الدينية، مع تعدد الأعراق والثقافات وطرق الحياة، الأمر الذي يتوافق تماما مع حقيقة عدم وجود آثار عبرانية من هذه الحقبة، لأن الجماعة اليهودية لم تكن عبرانية، بل مجرد إمتداد لنمط الحياة الكنعاني السائد.

             ظهرت هذه النظرية لتساعد على تمرير فكرة وجود جماعة يهودية كبيرة نسبيا في نهاية الألف الثانية ق م رغم عدم وجود أي آثار يمكن نسبتها لبني إسرائيل، وهي بذلك تعفي الصهاينة من الحرج البالغ الذي يلاقونه وهم يحاولون إستنطاق الشواهد الأثرية بغير ما تشهد به، ومع ذلك فهم يرفضونها تماما، لأنها تنسف أساس الحق التاريخي، فهي تقرر أن اليهود لم يكونوا شعبا ولا قومية، بل جماعة دينية متعددة الأعراق والقوميات، ويبني الصهاينة هذا الرفض على التعارض مع أهم عناصر الدين اليهودي التي ترى أن الإله لم يقم عهده إلا مع نسل يعقوب دون سائر البشر، وتعاليمه تمنع الإختلاط حفاظا على نقاء "الزرع المقدس"، ولم تسمح بأي علاقة مع الشعوب الأخرى سوى الحرب بهدف الإبادة أو الإسترقاق، ويرد أنصار النظرية بأن هذه الأفكار ليست من دين موسى (ع)، وإنما هي مما أضافه الكهنة عندما ألفوا الأسفار في القرن 5 ق م، ويستخرج النقاد من الأسفار شواهد إحتفظت بها الذاكرة الشعبية في ثنايا أساطيرهم عن الأسلاف، ثم جاء الكهنة ليثبتوا هذه الأساطيرة في الكتابات المقدسة دون أن ينتبهوا إلى دلالاتها الضمنية التي تتعارض مع الصورة التي رسموها لدين الأسلاف.

             لنقدم بعض هذه التفاصيل، وغيرها كثير، نذكرها كما كتبوها، رغم إعتراضنا كمسلمين على أغلبها.

             "دواغ" رجل من "أدوم" كان من قادة جيش إسرائيل أرسله "شاؤول" (طالوت) لقتل الكاهن الأكبر، كما يحمل أحد الأسفار إسم "راعوث"، وهي إمرأة من "مؤاب" صارت جدة أبو داود، وكان "أوريا" رجل من بني "حث" وواحد من نخبة داود العسكرية، بدليل أن منزله كان ملاصقا لبيت الملك بحيث أن داود عندما صعد إلى السطح أمكنه رؤية زوجة أوريا وهي تستحم وأدرك جمالها الفائق فقتل زوجها ليظفر بها، فهذه المرأة إما أنها كانت إسرائيلية متزوجة من حثي، أو كانت هي أيضا حثية تزوجها داود وأنجب منها سليمان، أما سليمان فقد تزوج إبنة فرعون المصرية (لا يوجد ذكر لهذه الزيجة في الوثائق المصرية)، كما أنه تزوج أيضا من نساء مؤابيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات، بل وسمح لهن بإقامة أماكن لممارسة عبادتهن الوثنية، والرجل الذي صنع أشغال النحاس لبيت الرب (هيكل سليمان) كان إبن إمرأة إسرائيلية متزوجة من رجل صوري، كما أن أم الملك رحبعام بن سليمان كانت عمونية، وتفاصيل أخرى عديدة تؤكد أن الجماعة اليهودية الأولى ضمت إشخاص من شعوب أخرى وصلوا فيها لقمة الهرم السياسي والإجتماعي، كما سمحت بسكن الوثنيين في مناطقها وتركتهم يمارسوا طقوسهم .. لم تبد الروايات أي نقد لهذه الحالات، بإستثناء نقدها لسليمان بزعم أنه شارك زوجاته في عباداتهن الوثنية.

             هذه النظرية قدمها مؤرخون وعلماء توراتيون لإنقاذ الرواية الأصلية .. المشكلة أن الرواية الأصلية تعاني من تهلهل فظيع في كل مرتكزاتها، وسنعالج في المقال القادم بإذن الله أسطورة المملكة التي تدعمها للأسف بعض التفاسير والروايات التراثية الإسلامية بغير سند إلا النقل عن "الإسرائيليات".

     

    شارك المقال