slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • slot gacor pastigacor88 slot pulsa slot pulsa slot qris slot qris slot qris slot qris slot gacor slot gacor slot dana
  • دفاع عن البنا في مواجهة نقاده الإسلاميين د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    دفاع عن البنا في مواجهة نقاده الإسلاميين

    منذ 2 سنة | 2803 مشاهدات

    يتهم خصوم الحل الإسلامي حسن البنا بالسطحية والشعبوية والإرهاب والتطرف وغيرها من الإتهامات التي يعلم أصحابها بكذبها، من المهم أن يتصدى لعم من يقوم بالرد على الدعاية المضادة، لكن هذا المقال يناقش بعض أنصار الحل الإسلامي الذين ينتقدون البنا بمقولة أنه كان يحشد بسطاء الناس حشدا عاطفيا خلف أهداف ضبابية دون أن يحدد طريقة تحقيقها، ويرجع في خطابه إلى نماذج تاريخية تجاوزها الزمن ولم تعد صالحة لهذا العصر ..إلخ، و يصبغون نقدهم بصبغة علمية، فيقولون أن البنا أغفل أن تغيير الأساس الأيولوجي (العقدي) للدولة لابد أن ينطوي بالضرورة على تغييرات جذرية في بنيتها وفي كل النظم والهياكل والإجراءات القائمة لأنها صممت أساسا لخدمة أيديولوجية مختلفة .. الفكرة صحيحة في حد ذاتها وسنعود إليها عند الحديث عن تجربة الإخوان في الحكم في 2012، لكن من يوجهون هذا النقد يحكمون على فكر البنا بمقاييس القرن الواحد والعشرين، بعد نضجت حركة الإحياء الإسلامي، ويتجاهلون أن التاريخ لا يقدم لنا تجربة واحدة قدم فيها رواد فكر التغير تصورا واضحا للدولة التي يريدونها، فالقادة الفكريون الذين أسسوا لتغيير النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي الحديث في أوروبا، هوبز ولوك وروسو وغيرهم، لم يقدموا تصورا واضحا عن الدولة الرأسمالية .. لقد تكلموا عن الطرق التي يعوق بها نظام الإقطاع الأرستقراطي تقدم مجتمعاتهم بأكثر مما تكلموا عن النظام البديل، وعندما تحدثوا عما يريدون كانت أفكارهم مبتسرة ومبعثرة بل ومتناقضة، ومع ذلك يذكرهم تاريخ الفكر الغربي على أنهم آباء النظام الجديد الذين حرثوا الأرض ونبهوا الناس إلى ضرورة التغيير وحددوا إتجاهه، فلماذا التغيير الإسلامي المعاصر بالذات يطلب منه أن يبدأ مسيرته بتصور واضح ومحدد عن شكل الدولة التي تحقق أهدافه وقيمه؟ .. لقد كان ما قام به حسن البنا هو عين ما قام به هولاء الذين بدأوا مسيرة إقامة النظام الرأسمالي: شرح أهداف التغيير وإتجاهه وإقناع الناس بضرورته، وعندما أصبح هذا التغيير مطلبا إجتماعيا عاما أفرز المجتمع الأوروبي من بين أبنائه الذين تربوا في المناخ الفكري الجديد وتمثلوه من يمتلك القدرة على فهم وقيادة خطوات التغيير العملية.

    ينبغي أن نفهم أن مواهب حسن البنا ومعلوماته وخبراته، هو وقيادات جماعته، كانت كلها متجهة لمجال إيقاظ الناس وتحفيزهم .. المجال الأكثر إلحاحا في مرحلة تراجع فيها تأييد الجماهير لفكرة إستعادة حكم الإسلام للحياة (راجع ما ذكرناه في المقالات السابقة عن الوضع في إعقاب ثورة 1919)، وللقيام بهذه المهمة شكل تنظيمه، فلا هو، ولا كوادر التنظيم، ولا كل المهتمين بقضية الإحياء الإسلامي، كان لديهم المواهب والعلوم والخبرات اللازمة لرسم صورة البناء الجديد لدولة إسلامية معاصرة، ناهيك أن يحددوا الخطوات الإجرائية العملية لإقامتها، ولقد قمت في المقالين السابقين، رغم علمي بأن هذا سيغضب العديد من الإخوان الذين أكن لهم الكثير من مشاعر الود والتقدير، بعرض أمثلة لبعض جوانب القصور الذي عانت منه أفكار البنا السياسية والإقتصادية، نتيجة أنه لم يكن عند ذكرها يفكر في برنامج التغيير أو في شكل النظام النهائي، بقدر ما كان يعبر عن سخطه على الأوضاع القائمة، ويريد أن ينقل هذا السخط إلى جماهير الشعب ليصرفهم عن تأييد الأحزاب العالمانية المسيطرة ويدفعهم إلى المطالبة بإحلال نظام إسلامي محل النظم القائمة، وقد نجح في ذلك ولا شك.

    ويغلب على ظني أنه لو طال به الأجل واستكمل مرحلة التكوين وقرر الإنتقال إلى التنفيذ لأدرك قصور هذه الأطروحات، ولأعاد النظر فيها، وكان على الأرجح سيلجأ إلى أهل الذكر من المتخصصين في الجوانب التنظيمية للسياسة والإقتصاد ليعملوا معا على وضع تصور عملي لدولة إسلامية معاصرة ليستمد منه برنامجا لإجراءات بناء هذه الدولة، ولم يكن ليصر بأي حال على الإستمرار في تبني أطروحات تجاوزتها الظروف .. هل كان حسن البنا سيقوم بذلك فعلا أم أن هذا مجرد تفكير بالتمني يدفعني إليه عظم تقديرير لهذه الشخصية الفريدة؟ لا أعلم، وليس مهما أن أعلم، المهم أن إنجاز هدف مرحلة الدعوة، وتحول التغيير الإسلامي إلى مطلب جماهيري، سيتطلب بالضرورة إعادة صياغة الأطروحات النظرية وأساليب العمل .. وسواء قام البنا بذلك، أو قام به خلفاؤه، أو قامت الأمة التي إستيقظت بإفراز من يواصل المسيرة فسيظل حسن البنا هو الرائد الذي وضع حركة الإحياء الإسلامي على الطريق الصحيح .. المهم أن توافقني على النتيجة التي أريد الوصول لها: كان فكر البنا ووسائلة ملائمة تماما لتحقيق الهدف الذي كانت حركة الإحياء الإسلامي في مسيس الحاجة لتحقيقه لتواجه أخطر تحدي واجهه المسلمون منذ حروب الردة، لكن إعجابنا بالبنا لا ينبغي إن يدفعنا لإفتراض أن أطروحاته ووسائله ستظل ملائمة على الدوام وفي كل المراحل التي سنمر بها حتى ننجز هدف إستعادة الحياة الإسلامية، ولذلك نتحفظ على موقف خلفاء البنا الذين تصدوا لإقامة حكم إسلامي عندما يتبنون نفس الأفكار ويستخدمون نفس الوسائل.

    شارك المقال