slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • pastigacor88 slot pulsa slot pulsa
  • صخرتنا وهيكلهم .. الهيكل الذي لم يبنه سليمان (ع) د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    صخرتنا وهيكلهم .. الهيكل الذي لم يبنه سليمان (ع)

    منذ 7 شهور | 2000 مشاهدات

    لليهود المتدينين عقائد غريبة وخطيرة فيما يتعلق بالهيكل، وهو يختلف عن المعابد الأخرى (الكنس) حيث يكتفى فيها بقراءة الوصايا والمجادلات اللاهوتية .. فليس بها قدس أقداس يحل فيه الإله، وكل الطقوس الدينية فيها ناقصة أو غير صحيحة، الهيكل وحده هو المعبد الحقيقي والمحراب الحقيقي والمذبح الحقيقي، فكل الأضاحي والقرابين لا قيمة لها ولا إعتبار ما لم تكن هناك في الهيكل في القدس .. لكن الأمر أكبر من الطقوس والشعائر، فالهيكل يقع في مركز العالم، والقدس هي وسط الدنيا، وقدس الأقداس الذي يقع وسط الهيكل هو سرة العالم، والهيكل هو كنز الإله، وهو عنده أثمن من السموات والأرض التي خلقها بيد واحدة بينما خلق الهيكل بكلتا يديه، والإله قرر خلق الهيكل قبل أن يخلق العالم نفسه، وفي الهيكل يكون الإله حاضرا بين البشر بنفسه ليتقبل عبادتهم ويطهرهم من خطاياهم ويجعل نفوسهم بيضاء كاللبن.

             هذا كله لا ذكر له في أسفار موسى الخمسة، وكيف كان لموسى أن يتحدث عن الهيكل بينما لم يذكر حرفا واحدا عن القدس أو البقعة المباركة فيها؟ لكن الكهنة يزعمون أن موسى ترك توراة شفوية إستخدموها بعده بألف عام عندما شرعوا في تأليف التلمود وهم في بابل، وأنت حر طبعا في أن تصدق أن هؤلاء الذين عجزوا عن المحافظة على نقاء النص المكتوب وأضافوا إليه كل هذه الأساطير البابلية إستطاعوا أن يحافظوا على نقاء التعاليم الشفوية ولم يضيفوا إليها الكثير من البهارات الوثنية، كفكرة أن الإله ينزل بنفسه خلال أداء الطقوس ليبارك شعبه، وأن القداسة التي أضفوها على التابوت ليست مجرد إقتباس من الوثنيات عندما لم يتمكنوا من وضع تمثال لإله موسى في قدس الأقداس فوضعوا التابوت.

             أوضحنا في المقال السابق أن المؤرخين وعلماء الآثار لم يعثروا في القدس على أي أثر لوجود يهودي قبل القرن الخامس ق م، لذلك طرحوا جانبا كل ما ورد عن هيكل سليمان في الكتابات اليهودية وإعتبروه محض إختلاق، سنعرض وجهة نظرنا في هذه النقطة في نهاية المقال، أما الآن فدعونا نراجع ما وجدوه في الكتابات والنقوش والوثائق التي خلفها البابليون والفرس والتي توضح الملابسات التي بني فيها معبد القدس اليهودي  في نهاية القرن السادس ق م والذي سموه "الهيكل الثاني"، بإعتبار انه إعادة بناء لهيكل سليمان.

             إتبع البابليون في كل الأقاليم التي فتحوها سياسة هدم المعابد المحلية ونقل أصنامها وذخائرها إلى بابل وسبي النخب المحلية لمنع أي تمرد، وعندما سقطت بابل في يد الفرس في اواخر القرن السادس ق م إتبع قورش سياسة معاكسة تسمح للمسبيين من كل الشعوب بالعودة إلى ديارهم وبناء معابدهم على أن يتم الدعاء فيها للإمبراطور الفارسي، وكان هناك مذبحا شهيرا عند الصخرة المقدسة على مقربة من أورشاليم اليبوسية، ولعله هو الذي ذكر سفر التكوين أن إبراهيم (ع) قدم له عشور غنائمه، وعموما كانت الأقوام الساكنة شرق وغرب نهر الأردن تقدس هذا المذبح من أقدم العصور وتقدم قرابينها عنده مهما تعددت آلهتها، بالضبط كما كانت قبائل العرب تطوف بالكعبة وتنحر عندها مع تعدد آلهتها، ولا غرابة في ذلك، فالمذبح يقع عند الصخرة المباركة التي أقام فوقها عبد الملك بن مروان قبته الشهيرة وصلى عندها الرسول بالإنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، وقد ورثوا حرمة هذه البقعة منذ زمن آدم كما ورثت العرب حرمة الكعبة .. أرسل قورش احد موظفيه المدعو "شيش بصر"، فارسي كما يتضح من إسمه، ليشرف على إعادة بناء مذبح الصخرة، وفورا بدأت كل الأقوام في زيارته وإقامة الطقوس عنده، بمن فيهم اليهود.

             عندما أراد اليهود بقيادة زربابل إقامة معبد حول المذبح أصر باقي الأقوام على مشاركتهم في البناء، إعترض اليهود فشكى الآخرون إلى قورش على أساس ألا حق لليهود في إحتكار مذبح الصخرة، أمر قورش بوقف أعمال البناء وإستمر الوقف خلال عهد خليفته قمبيز، وفي بداية حكم داريوس أعاد اليهود محاولة بناء المعبد فأوقفهم الوالي الفارسي وأرسل يستشير الإمبراطور، فوافق داريوس على الإستمرار في بناء معبد "رب السماء" على أن تتحمل الخزانة العامة تكاليف البناء وإقامة الشعائر، ومن المهم ملاحظة أن الوثائق الفارسية لم تتحدث عن معبد اليهود أو إلههم "يهوه"، وإنما عن معبد لرب السماء يبنى على نفقة الدولة ليكون مزارا مقدسا لكل الأقوام.

             حاول اليهود إقامة مساكن لهم حول المعبد وإحاطة المنطقة بسور يتحكم في الدخول إليها، إنتبهت الأقوام الأخرى وأرسلت بشكواها إلى الإمبراطور الذي أمر بوقف البناء، حتى ظهر "نحميا" في الصورة، وهو خصي يهودي كان يعمل ساقيا للإمبراطور وتمكن من الحصول على فرمان بتعيينه واليا على منطقة يهوذا والسماح له ببناء القدس .. عبثا حاولت الأقوام الأخرى منع نحميا، لكن البناء هذه المرة كان محصنا بالفرمان الإمبراطوري .. هكذا، ولأول مرة، أصبحت الصخرة المقدسة وحرم المسجد الأقصى كله تحت سيطرة اليهود.

             هذه هي الرواية التاريخية (وتتفق مع خطوطها العريضة الكتابات الكهنوتية اليهودية، مع بعض التعديلات والتوابل والأساطير، كأسطورة إستير ومردخاي)، وهي توضح بجلاء أن الصخرة كانت مزارا مقدسا لكل شعوب المنطقة، ولم تكن معبدا يهوديا، وإلا فما معنى إعتراض هؤلاء الشعوب على محاولات اليهود لإحتكارها؟ وما معنى قبول قورش ثم قمبيز لهذا الإعتراض؟

             ماذا عن هيكل سليمان (ع)؟ بالقطع لم يبن سليمان شيئا في القدس لأنها لم تكن تحت سلطته ولا عاصمة مملكته التي لا نعلم أين كانت، ومن جهة أخرى فإن هذا النبي الكريم لم يكن ليبني قدس أقداس يزعم أن الرب سيسكن فيه ليكون وسط شعبه، كان سيبني مسجدا لعبادة الإله العلي القدير الذي لا تحده أرض ولا سماء، وكملك سخرت له قوى الطبيعة لم يكن ليبني هذا البناء شديد التواضع الذي لا تتجاوز مساحته 300 متر مربع، ولم يكن سيبنيه على الطراز الفراعوني بقدس أقداسه وسائر تفاصيله، ولم يكن ليزينه بالزخارف الأشورية وتمائيل ذهبية للملائكة .. إلخ، بالطبع نحن لا نقول أنه كان عليه بناء معبد في ضخامة الكرنك (مساحة الكرنك 3500 مرة مساحة هيكل سليمان المزعوم)، فلم تكن مملكته الصغيرة تحتاج لمثل هذا الحجم، لكنه كان بالتأكيد سيبني مسجدا يتسع لعدة آلاف من المصلين، كتلك التي تبنيها وزارة الأوقاف في كل محافظات مصر.

             كان الأقصى إذن وصخرته على الدوام حرما مقدسا تحت رعاية العرب اليبوسيين، حتى إستولى عليه اليهود بدعم من الإمبراطور الفارسي في القرن الخامس ق م، إلى أن طردهم الرومان من المدينة وحظروا عليهم دخولها في القرن الأول الميلادي .. وليس لهذا المكان أي دور في العبادة التي حملتها تعاليم موسى، وكل ما يتعلق بهذا الهيكل إنما هو من إضافات الكهنة التي إقتبسوها من العبادات الوثنية إبان إقامتهم في بابل.  

     

    شارك المقال