slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • pastigacor88 slot pulsa slot pulsa
  • إنقلاب عبد الناصر الإخواني د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    إنقلاب عبد الناصر الإخواني

    منذ 1 سنة | 2601 مشاهدات

    إنقلاب يوليو 1952 من صنع الإخوان المسلمين، هذا ما تخرج به من قراءة شهادة المرشد الرابع الأستاذ محمد حامد أبو النصر رحمه الله، وفي هذا المقال لا أحاول التأريخ للأحداث، فلست مؤرخا، إنما الهدف هو محاولة إستقراء أسلوب قيادة الإخوان في التعاطي مع القرارات السياسية الكبرى، فالذين قاموا بإعادة البناء في السبعينات كانوا ضمن القيادة العليا في 1952، وعلى الأرجح  كان لفكرهم تأثير كبير على الفكر السياسي للجماعة .. في ما يلي موجز للتصور الذي قدمه المرشد الرابع، في شهادته التي دونت في الثمانينات، عن الإنقلاب.

    في عام 1945 بدأت عناصر الإخوان في الجيش في توزيع منشورات يحررها الإخوان تحت عنوان "الجنود الأحرار"، ثم تغير الإسم إلى "الضباط الأحرار"، وقبل حرب فلسطين كان قد إنضم إلى الجماعة عدد لا بأس به من الضباط (لم يذكر عددهم)، منهم ثمانية من أعضاء مجلس قيادة الثورة في ما بعد، بايعوا البيعة الخاصة وأقسموا على المصحف والمسدس (جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، صلاح سالم، عبد اللطيف البغدادي، كمال الدين حسين، خالد محي الدين، حسن إبراهيم، حسين الشافعي)، وبدأ طرح فكرة تغيير النظام في خيمة الشيخ فرغلي أثناء حرب فلسطين، وإستؤنفت اللقاءات بعد العودة لأرض الوطن، وفي أواخر عام 1950 بدأ عبد الناصر في ضم عدد من الضباط من مختلف الإنتماءات إلى الحركة تحت إسم "الضباط الأحرار"، وعارضه اللواء طيار عبد المنعم عبد الرؤف مصرا على أن تظل الحركة تحب إسم "الإخوان المسلمين" .. كان ذلك خلال فترة الفراغ في القيادة العليا بعد إستشهاد البنا وقبل إختيار الهضيبي رحمهما الله، بينما الصاغ محمود لبيب المسئول عن ضباط الإخوان في مرض الموت، وعندما إستقرت الأمور داخل الجماعة كان عبد الناصر قد فرض رأيه بقوة الأمر الواقع.

    إستؤنفت الإجتماعات بين المدنيين والضباط من الإخوان "يتدارسون أمر التنفيذ ومتطلباته وبناقشون مراحل التنفيذ .. ووضعوا كل الخطوط العريضة لأوجه التغير وكيفية الحكم وإحتمال تدخل القوات الأجنبية وبحثو ذلك بالتفصيل على أن يعتمدوا في تنفيذ الحركة وما يصاحبها من تغييرات على شعبية الإخوان" بالنص ص64، وعندما إتضح للضباط أن أمرهم قد إنكشف للسلطات إضطروا لتحديد موعد عاجل للتنفيذ يوم 22 يوليو، لكنهم إضطروا لتأجيله لليوم التالي نظرا لوجود فضيلة المرشد في الإسكندرية والحاجة إلى سفر من يستأذنه في قيام الحركة، وجاءهم الرد: "حذرهم ونصحهم بتمركز الإخوان على خط القناة تحسبا من إنقضاض القوات البريطانية لإحباط الحركة، ووافق على تنفيذها وصدق عليها .. وفوضهم في إصدار التعليمات اللازمة لجميع الإخوان داخل الجيش وخارجه لتنفيذ ما يصدر إليهم من أوامر" بالنص ص 64، "وبعد نجاح الحركة أرسل فضيلة المرشد إلى الضابط جمال عبد الناصر يطلب إليه ضرورة إخراج الملك من البلاد، وفي الحال إستدعى الأخ اللواء طيار عبد المنعم عبد الرؤف من العريش وكلفه بناء على رغبة فضيلة المرشد بإخراج الملك من البلاد فتوجه على رأس قوة لمحاصرة قصر رأس التين لإجبار الملك على المغادرة" بالنص ص 66.

    في أول لقاء بين المرشد وعبد الناصر المسئول عن ضباط الإخوان خلال الأسبوع الأول من نجاح الحركة قال المرشد يحسن أن تقوموا ببعض الإصلاحات التي تدعو إليها مبادئ الإسلام، فقال عبد الناصر طبعا سنقوم بإصلاحات كثيرة، لكن لندع ما يتصل بالإسلام الآن، فذكره المرشد بالبيعة والإتفاقات السابقة فرد عبد الناصر: أنا لم أتفق مع أحد على هذا، وأنهى الحوار بقوله: نحن لا نقبل وصاية علينا من أحد ما تحته خط بالنص ص 67.

    لابد أنك قد لاحظت أن التصور الذي يقدمه الأستاذ أبو النصر يختلف جوهريا، بالذات في ما يتعلق بدور عبد الناصر ووضعه في حركة الجيش، عن كل الروايات التي قدمها أنصار عبد الناصر وخصومه على السواء، ولأن هدفنا هو إستقراء طريقة التفكير فلن نهتم برصد الإختلافات ولا تمحيصها، فنحن لا نشك في صدق الأستاذ أبو النصر، فما عرضه كان هو ماتعرفه قيادة الإخوان وقتها وتعتبره الحقيقة .. هذه هي المعطيات التي بنوا عليها موقفهم من حركة الجيش.

    وفقا لهذا التصور كانت عضوية الحركة حتى أواخر عام 1950 تقتصر على ضباط الإخوان، وإذا كان عبد الناصر قد ضم بعدها ضباط من غير الإخوان فهو لم يمنع إستقطاب ضباط جدد للحركة من خلال الإخوان، فظل أغلب ضباط الحركة يدينون بالولاء لقيادة الإخوان، وموقع عبد الناصر القيادي يرجع لكونه مسئول الإخوان في الجيش، ولا أحد غيرهم، داخل الجيش أو خارجه، في هذه اللحظة الفاصلة ولعدة شهور تالية، يعرف أن جمال عبد الناصر هو القائد الحقيقي لحركة الضباط الأحرار التي تصدرها اللواء محمد نجيب .. ألا يقودك هذا للتساؤل عن السبب الذي يدفع عبد الناصر وهو مازال في وضع هش في تلك المرحلة المبكرة لأن يواجه القيادة بإنسلاخه عن الجماعة (ينكر الإتفاقات ويرفض الوصاية)، لماذا لم يتريث حتى يكتسب وزنا أكبر داخل الجيش ويبني شعبية بين الجماهير؟ نحن الآن نعرف السبب (الذي سنناقشه في المقال التالي بإذن الله)، لكن قيادة الإخوان وقتها لم تكن تعرف، فلماذا لم تطرح هذا السؤال وتحاول الإجابة عليه كي يمكنها التعامل مع الرجل؟ .. والأهم هو: لماذا لم تدرس البدائل المتاحة لديها للضغط على عبد الناصر كي يلتزم بالهدف، أو حتى أن تطلب إلى تنظيم الضباط الإحرار الذي يدين غالبيته بالولاء لها أن يفرز ضابطا آخر يحل محل جمال عبد الناصر في قيادة التنظيم، ولن يكون لهذا تأثير سلبي يذكر على الحركة، طالما أن أغلبية ضباطها من الإخوان وأن التأييد الشعبي يحركه الإخوان، أو تبحث عن بدائل أخرى لتحمي حركتها من الإنحراف (كما ذكرت من قبل: هذا التحليل لا يقوم على الحقائق في ذاتها، وإنما على ما كانت قيادة الإخوان ترى أنه الحقائق).

     قد يحلو لك إفتراض أن هذه المناقشات قد تمت بالفعل وإنتهت إلى أنه لا جدوى من محاولة فهم دوافع عبد الناصر ولا داعي لعمل أي شيء لكن الإستاذ أبو النصر تجاهل ذكرها، الواقع أن الكتاب إحتوى على مناقشات عديدة أقل أهمية بكثير في مواقف أقل خطورة بكثير، وكان الأولى بالكتاب أن يقص علينا هذه المناقشات، لو أنها كانت قد جرت،  بالإضافة إلى تقديم تقويمه الآن لموقف القيادة بعد أن تداعت السنون وتكشفت الحقائق .. على أي حال لا يبدو أن فضيلة المرشد الرابع كان مدركا لأهمية التثقيف السياسي وإستخلاص الدروس المستفادة وتحصين الجماعة، قدر الإمكان، من التعرض لنفس الموقف .. نحن لا نوجه له اللوم، فقدد عرفنا أن تنظيم البنا لم يكن يعد أعضاءه للعمل السياسي .. ربما تقفز إلى رأسك تساؤلات عديدة تحاول ملء فراغات في الرواية .. أنا في الواقع لا يهمني إلا محاولة إكتشاف الميراث الفكري السياسي للتنظيم الثاني، وما يحتاجه من تعديلات إذا أراد إستكمال مسيرته، ولست معنيا بتمحيص الوقائع.

    شارك المقال