https://member.fisika.or.id/ https://www.cruzrojacorrientes.edu.ar/ slot gacor
  • sigmaslot pastigacor88 slot pulsa forbes88 slot pulsa rebahin slot gacor nekonime
  • لو كنت أردوجان، ماذا ستفعل بإبن سلمان؟ د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    لو كنت أردوجان، ماذا ستفعل بإبن سلمان؟

    منذ 6 سنة | 1916 مشاهدات

    يبدو في الظاهر أن أمريكا هي وحدها التي ستفعل، لكن أردوجان يملك عددا من الأوراق التي يمكنها أن تؤثر في القرار الأمريكي وفي نتائجه بعد أن يصدر، خاصة بعد أن ترك "ترامب" للكونجرس أن يقرر هو ماذا ستفعل أمريكا، وطبيعة عمل الكونجرس تحصر الأمر في بعض العقوبات، فمن الصعب على أعضاء الكونجرس مثلا أن يتخذوا قرارا بعمل إنقلاب قصر (صعب وليس مستحيل) وتعيين محمد بن نايف مرشحهم المفضل، على أي حال فإن ما يهمنا في هذا المقال ليس هو ما يريده أعضاء الكونجرس، ولكن ما هو الوضع الأمثل بالنسبة للحكومة التركية، والذي ينبغي أن يضغط الرئيس أردوجان بإتجاهه .. مهمة أردوجان ليست سهلة، ومهمتنا أيضا، فنحن لا نعرف بالضبط ما هي الأوراق التي تملكها تركيا، وإن كان الرجل قد أعطانا في كلمته الأولى مفتاحا مهما، هو أنهم كانوا يراقبون ويتابعون عن كثب كل الأنشطة السعودية في تركيا قبل تفجر موضوع خاشوقجي (على الأرجح منذ الإنقلاب الفاشل)، ولا يحتاج الأمر إلى ذكاء لتعرف أنهم كانوا يتابعونها في كل مكان، بما في ذلك المملكة نفسها (والأمر لابد وأنه يشمل الإمارات بالطبع)، وقد أثبتت المخابرات التركية كفاءة عالية، الأمر الذي يجعل بن سلمان يتوقع أن كثيرا من "العك" الذي كان يدبره أصبح مكشوفا لأردوجان، هذه المعلومات هي سلاحه الدي سيضغط به على بن سلمان من جهة، والتي يمكنه أن يزود أو لا يزود به أحد الأجنحة في الإدارة الأمريكية ليتغلب بها على الجناح الآخر (راجع مقالنا "خاشوقجي .. عبر الأطلنطي ..").

              لا نملك كرة بللورية، لكننا نستطيع أن نتخيل أفضل السيناريوهات من وجهة نظر أردوجان، والذي سيحاول أن يستخدم ما لدية للوصول إليه، ولنستكشف هدا السيناريو علينا أن نعرف أولا المدى الذي يمكن أن يصل إليه بن سلمان في الإستجابة لطلبات أردوجان.

              لا أحد يجهل تاريخ أمريكا في التخلي عن عملائها عندما يسقطون، وأبرز مثال هو رفضها إستقبال الشاه بعد مغادرته لإيران، وإمتناعها عن الضغط على أي دولة لإستقباله، مع أن خروج الشاه كان بسبب ثورة إسلامية ترفع شعار "الموت لأمريكا"، وإذا خرج إبن سلمان من السلطة فإن كل المرشحين المحتملين (ما لم تسقط الملكية وتتحول جزيرة العرب إلى جمهورية) هم من هؤلاء الذين "إستضافهم" في الريتز وسبب لهم الكثير من الألم والمعاناة والإهانة (بإستثناء أحمد بن عبد العزيز المقيم في لندن، لكن ضيوف الريتز سيكونون هم أركان حكمه على أية حال) .. وسيكون لدى الملك الجديد قضية جاهزة لابد أنه سيستخدمها، إن لم يكن للإنتقام وتصفية الحسابات فلتثبيت السلطة وتبييض وجه العائلة السعودية الذي تلوث بالكثير من القاذورات في نظر العلماء والمتدينين ومشايخ القبائل ورجال الأعمال وحتى المواطنيين العاديين الذين أثقلهم الحكم بالضرائب لأول مرة منذ قيام المملكة، الخروج من السلطة معناه الإعدام بعد محاكمة مهينة .. إنه الموت ولا شيء غيره .. لذلك فالأرجح أن بن سلمان سيقبل أي ثمن يطلبه أردوجان مقابل أن يبقى على رأس السلطة ولو طرطورا، فليس مهما أن يحكم هو المملكة، المهم ألا يحكمها غيره من آل سعود.

              بالنسبة لأردوجان فإن أي بديل تضعه أمريكا على عرش المملكة (سواء كان محمد بن نايف أو غيره) سينشغل لمدة عامين على الأكثر في تنظيف مخلفات الدب الداشر وإستعادة هيبة العائلة المالكة في الداخل والخروج من المستنقع اليمني .. إلخ، ثم تعاود المملكة دورها في تنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة، بالطبع سيستفيد أردوجان وحلفاؤه من هذه المهلة لكسب ما يمكن كسبه من مواقع في غياب التأثير السعودي، لكن من الأفضل بالطبع لو تمكن من الوصول لوضع دائم ومستقر تدخل به الجزيرة العربية حليفا لتركيا وللقوى الساعية لإستقلال المنطقة عن النفوذ الغربي، حتى لو كان الثمن هو حفظ ماء وجه إبن سلمان وإخراجه من ورطته .. لكن سيظل السؤال هو: كيف نضمن عدم إنقلاب هذا الرجل على التحالف في المستقبل بعد أن تمر العاصفة، أحسب أنه في ظل حالة الإنهيار النفسي التام والشعور بالخطر المحدق (راجع كلامه في المؤتمر) فسيمكن التوصل معه إلى أوضاع توفر الضمانات المطلوبة، إذا كان هذا ممكنا (والإمكانية غير مستبعدة) فسيبقى على أردوجان أن يفكر في المناورة التي يحرج بها أمريكا لتكتفي ببعض العقوبات دون الإصرار على رحيل ولي العهد، ليست لدي أية فكرة عن إمكانيات أردوجان والوسائل المتاحة له في هذا الصدد، لكن هذا الداهية قد يتمكن من فعلها، خاصة وأن هذا الحل، وإن كان لا يعجب الأجهزة الأمريكية والكونجرس، لكنه سيحظى بالتأكيد بدعم كبير من "دونالد ترامب"، الذي يشعر أن خروج بن سلمان المهين سيمثل هزيمة له، بالإضافة إلى ما ألمح إليه ولي العهد من قدرته على إلحاق الأذى بترامب، ولا شك عندنا في قدرته على ذلك (قصة تمويل السعودية لحملة ترامب الإنتخابية، وهده تعد مخالفة للقانون الأمريكي، هي السر الدي يعرفه كل أحد، ومن المعقول أن يكون هناك أسرار أخرى) .

              هل يستفزك أننا نحاول التفكير في طريقة لإنقاذ رأس بن سلمان مقابل أن توجه موارد الجزيرة العربية لدعم التجمع الإسلامي المناهض لأمريكا؟ .. لأول وهلة يبدو أن الرغبة في التشفي في المجرم لا يمكن مقاومتها، لكن تذكر أن رسولنا (ص) قد قبل أن يعطي أبا سفيان بعض الشرف والمكانة مقابل أن يدخل المسلمون مكة بغير قتال.

              هل تبدو هذه فكرة خيالية وسيناريو غير محتمل؟ .. نعم، إحتمال بعيد أن يتحقق بالطريقة التي نرجوها، لكن المحاولة تستحق الجهد، وما لا يدرك كله لا يترك جله .. لو تحقق جزء منه فقط فسيكون جمال خاشوقجي رحمه الله قد حقق لأمته إنتصارا لم يكن أحد منا يحلم به في المدى المنظور، ولله في خلقه شئون، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    شارك المقال