slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • pastigacor88 forbes88 slot pulsa situs slot gacor slot pulsa rajaslot303 rebahin slot gacor taxi338
  • 4- من الشورى إلى الحق الإلهي .. نشأة الإمامية د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    4- من الشورى إلى الحق الإلهي .. نشأة الإمامية

    منذ 4 اسابيع | 1170 مشاهدات

    ظلت الأجيال الأولى من الشيعة تتعامل مع الإمامة كقضية سياسية تتعلق بإختيار الحاكم، إذا إستخدمنا الإصطلاح المعاصر، ولم يضفوا عليها أي صبغة عقائدية، فأئمة أهل البيت أنفسهم هم الذين أكدوا على حق الأمة في إختيار من يولونه أمرهم، وأصروا على أن يكون الأمر شورى، وأدانوا الإستيلاء على السلطة بالقوة، وإذا كانوا قد دعوا الناس لإتباعهم والإنقياد لهم فإنما كانوا يفعلون ذلك إقتناعا بأفضليتهم وإستحقاقهم للخلافة في مقابل "الخلفاء/الملوك" من بني أمية الذين كانوا لا يحكمون بالكتاب ولا يقيمون القسط .. لقد تعلمت منهم الأجيال الأولى من الشيعة القول بأن عليا كان أفضل الناس لقرابته لرسول الله (ص) ولسابقته وعلمه وشجاعته، ولكن للمسلمين أن يولوا عليهم غيره إذا رأوا في ذلك مصلحتهم، وإذا كان هذا الذي ولوه صالحا فإن الله يرضاه منهم، وتكون ولايته لهم رشدا وهدى وطاعة لله عز وجل، ولذلك أقروا بفضل الشيخين أبي بكر وعمر، وبصحة خلافة عثمان، رضي الله عن الصحابة أجمعين.

    بعد إستشهاد الحسين بن علي (رض) في كربلاء إعتزل إبنه علي زين العابدين الحياة العامة وتفرغ للعلم والعبادة، فالتف أغلب الشيعة حول عمه محمد بن علي بن أبي طالب (إبن الحنفية) الذي قبل تولي القيادة لإعداد العدة لمواجهة الأمويين، وبعد وفاة زين العابدين حاول إبنه محمد (الباقر) إستعادة قيادة الشيعة، لكنه أرادها قيادة روحية لا تسعى للسلطة .. في هذه المرحلة (أواخر القرن الأول الهجري) وجدت ثلاث بيوت علوية تتنافس على قيادة الشيعة، آل محمد بن الحنفية، وآل الحسن (رض)، وآل الحسين (رض)، ولقد ظهرت الإثنى عشرية بعد عدة إنقسامات في أنصار البيت الأخير، ولذلك سنقتصر على متابعة تطورهم الفكري لنفهم ما لديهم اليوم.

    في الكوفة، معقل الشيعة، بدأ بعض أنصار الباقر يغرسون البذور الأولى التي أنبتت نظرية الإمامية، وكانت هذه الأفكار منذ البداية تتعارض تعارضا واضحا مع الأقوال المنقولة عن آل البيت، ومع ذلك كانوا ينسبونها إلى محمد الباقر ثم لذريته من بعده، ويلفونها بلفافات من السرية والكتمان، بدعوى أن الأئمة الذين أسروا لهم بهذه الأفكار هم الذين أمروهم بكتمانها لأنها صعبة مستصعبة لا يطيقها إلا المؤمنون الممتحنون، فينقلون مثلا عن الباقر أنه قال: "لا أجد من أحدثه، ولو أني أحدث رجلا منكم بالحديث فما أن يخرج من المدينة حتى أوتى بعينه فأقول: لم أقله" .. أرأيت هذه الحيلة الماكرة: أقول لك سرا كلاما أنسبه إلى قيادة معتبرة، فتقول لي: لكني سمعته يقول عكس ذلك، فأقول لك: نعم، هو مضطر لأن يخفي أفكاره خوفا من بطش السلطان، ولو حكيت له ما كلمتك به لأنكره، لكن هذه هي أفكاره الحقيقية، فلا تفش السر حتى لا تعرضه للخطر، ولا تسأله حتى لا تحرجه .. واستمر منظرو الإمامية يستخدمون نفس الحيلة طوال عصر الإئمة، وبعد إختفاء الإمام الثاني عشر تعدلت قليلا: الإمام لا يستطيع الظهور خوفا من بطش العباسيين، لكننا نملك طرقا آمنة للتواصل معه ونأتيكم بتعليماته.

    لقد إعتمد منظرو الإمامية على فكرة التقية ليفسروا التناقض الواضح بين أقوال أئمة آل البيت التي تنادي بالشورى وبأنهم لا يمتلكون أية قدرات غير طبيعية، وبين الدعاوى التي كانوا ينسبونها لهم عن الإمامة الإلهية والنص والوصية وعلم الغيب .. إلخ، كان التأكيد على الإلتزام بالتقية ضروريا جدا لتمرير نظرية الإمامية وإلصاقها بآل البيت.

    لم تتكامل نظرية الإمامية الإثنى عشرية إلا بحلول القرن الخامس الهجري، لكنهم يسحبون نظريتهم على التاريخ الشيعي بأثر رجعي، ويحاولون قراءة الأحداث على ضوء نظريتهم (يتهمهم خصومهم بأنهم يصطنعون الوقائع ويفبركون الروايات لتلفيق التاريخ، وسنعرض لبعض ذلك في مقالات قادمة)، وهم يعرضون النظرية كما لو كانت موجودة منذ البداية، منذ زمن الصحابة، لكنها لم تكن معروفة بين عوام الشيعة لأن الأئمة هم الذين أوصوا بعدم إذاعتها، ورغم أن كتب الشيعة القديمة من القرنين الثاني والثالث الهجريين توضح خطوات تطور هذه النظرية والملابسات التي إقتضت إضافة كل عنصر من عناصرها، فإن الكثيرين من علماء الشيعة، ناهيك عن عوامهم، لا يعرفون هذه الوقائع، فالحوزات العلمية (مراكز إعداد فقهاء الشيعة) لا تدرس هذه الكتب، بل ولا تلقى فيها أية محاضرات عن تاريخ الشيعة، وسنعرض في الفقرات التالية بإختصار عناصر عقائد الإمامية في صورتها النهائية كما يقدمها ملالي إيران المعاصرون لنتفهم طبيعة الشرخ الذي تعاني منه الأمة، لنتوسع فيما بعد في فهم متضمناتها السياسية والإجتماعية، توطئة للبحث عن طريقة للتعايش معها.

    إن الله جل وعلا هو الذي يختار الأئمة كما يختار الرسل، ومهمة الرسول هي أن يأتي بالشريعة، ومهمة الإمام هي أن يقوم يتفسيرها وتنفيذها، وكما يؤيد الله الرسول بالوحي كي يتلقى الشريعة ويبلغها فإنه يؤيد الأئمة بالإلهام كي يفهموا الشريعة وينفذوها، فالإمام يتعلم كل العلوم، الشرعية والدنيوية، بدون معلم، وهو يعلم الغيب، ما كان وما سيكون وما هوكائن، كما أنه معصوم من كل خطأ، فلو لم يكن معصوما فربما يحكم بما يخالف الشريعة، وعندها سيقع المؤمنون في حرج شديد، فإن أطاعوه عصوا الله بفعلهم ما يخالف شريعته، وإن عصو الإمام فسيكونون قد عصوا الله الذي أمرهم بطاعته .. من لم يعرف إمامه يكون كمن لم يعرف رسوله، لا يغني عنه إيمانه، والراد علة الإمام كالراد على الرسول.

    وقد أعلن الرسول (ص)، بوحي من الله، أسماء الأئمة وترتيبهم (لا تجد أي ذكر لهذه الأحاديث في كتبهم المكتوبة قبل القرن الثالث الهجري)، والأئمة هم: (1) علي بن أبي طالب (المرتضى)، 23 ق ه – 49ه، (2) الحسن بن علي (الزكي)، 3-50ه، (3) الحسين بن علي (سيد الشهداء)، 4-61ه، (4) علي بن الحسين (زين العابدين)، 38-94ه، (5) محمد بن علي (الباقر)، 47-114ه، (6) جعفر بن محمد (الصادق)، 80-148ه، (7) موسى بن جعفر (الكاظم)، 128-183ه، (8) علي بن موسى (الرضا)، 153-203ه، (9) محمد بن علي (الجواد)، 195-220ه، (10) علي بن محمد (الهادي)، 214- 254ه، (11) الحسن بن علي (العسكري)، 232-260ه، (12) محمد بن الحسن (المهدي)، 256؟- .... الذي دخل سردابا في مدينة سامراء بالعراق وسيخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، ولا يجوز للإثنى عشرية أن يحاولوا الوصول إلى السلطة قبل ظهور المهدي، وكل راية غير راية المهدي هي راية طاغوتية .. أدى هذا إلى العزلة السياسية للإثنى عشرية إلى أن جاء الخوميني بنظريته عن ولاية الفقيه، سنؤجل الكلام عنها إلى أن نشرح تراث الإثنى عشرية الأصلي، فلن يمكننا تقدير أثر "ولاية الفقيه" ولا كيفية الخروج من المأزق الذي سببته لأمة الإسلام إلا بعد أن نفهم الأصول التي بنى عليها المذهب الإمامي الجعفري الموسوي الإثنى عشري، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

    شارك المقال