منذ 7 سنة | 1663 مشاهدات
لن أشغل القارئ بالتعليق على سفالات الإعلام الإنقلابي في حق حماس، فلن يصدق هذا الهراء إلا من كان من الأصل يريد تصديقه، ولن أتحدث عن روابط الدم والعروبة والإسلام، فلا أحد يجهلها، ولن أذكركم بثاراتنا مع الدولة الصهونية، فلم ينسها إلا الخونة والعملاء .. سأتكلم عن مصالح مصر العليا حتى بدون أي شيء هذا.
لنفرض أنه كان يعيش في فلسطين شعبا من الزرارشت والبوذيين، حتى نستبعد كل روابط القومية والعقيدة، وأن الزرارشت قرروا أن يقيموا دولة قومية لهم واضطهدوا البوذيين وحاصروهم في قطاع غزة ويحاولون تصفيتهم لتخلوا لهم الدولة، فقام البوذيين بإنشاء منظمة حماس البوذية لمقاومة الزرارشتيين، فماذا يجب أن تفعل مصر؟ .. صحيح أن هذا نزاع لا شأن لنا به، ولكن ما هو الموقف الذي يمليه علينا الأمن القومي المصري؟
بسبب تأييد الغرب وتمويله لها بكثافة كي يعرقل وحدة العرب أصبحت الزرارشت دولة متقدمة علميا ومتفوقة عسكريا وتطمح لأن تقود الأقليم الغني الذي يجاورها، ومصر تعرف جيدا أن هذه المنطقة الغنية جدا هي مجالها الحيوي، وكانت على الدوام مصر هي الزعيمة والقائدة، لكن الزرارشت، لأنهم دولة قليلة السكان فقيرة في الموارد، يريدون أن يستغلوا تفوقهم العلمي والمادي ليقيموا نظاما إقليميا (شرق أوسط جديد) يكونون هم قادته، والمصريين هم العمالة الرخيصة التي سيستغلونها باستثمار ثروة الخليجيين الذين لا يملكون الموارد البشرية لاستغلال ثرواتهم .. إذا نجح الزرارشت فسيتم تهميش دور مصر للأبد ولن تقوم لها قائمة ..
أي قيادة حكيمة لمصر .. بلاش حكيمة .. أي قيادة مخلصة لمصر .. بلاش مخلصة .. أي قيادة تريد أن تكون قيادة بجد والسلام ، لابد أن تنتهز فرصة القلاقل التي تثيرها حماس البوذية، طبعابدون أي مشاعر ود حقيقي فالقضية لا شأن لنا بها ، لكن مصر ستدعي أنها من باب احترام مواثيق حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية .. إلخ لا تستطيع أن تحاصر حماس البوذية، وأنها ستقف على الحياد في النزاع ، فهي لا تستطيع المشاركة في حصار البوذيين في غزة لأن هذا يعد عملا من أعمال العدوان ومخالفة لقرارات الأمم المتحدة .. هكذا ستقول في العلن ، لكنها في السر لابد أن تفعل كل ما في قدرتهالدعم حماس البوذية كي تظلشوكة مغروسة في خاصرة منافسها الإقليمي، وحبذا لو صارت خنجرا يقضي عليه، أو على الأقل يخرجه من المنافسة على زعامة الإقليم .. ستتظاهر مصر بالعجز عن حماية الحدود لتترك بعض الأسلحة تتسرب إلى البوذيين، وستترك كل القوافل الإنساينة من المصريين وغيرهم تدخل إلى غزة لتشد من عضدها وتطيل من أمد النزاع، وستقف دبلوماسيا مع حق البوذيين في تقرير المصير .. الخ .. هذا هو ما ستفعله أي دولة تحرص على مصالحها العليا دون الحاجة لأي روابط من تاريخ أو قومية أو دين أو حتى مجرد التعاطف الإنساني مع المظلوم .. فبالله عليكم : ما الذي ستقوله عنا أجيالنا القادمة عندما تقرأ عن ما تفعله السلطة المصرية الآن، وهل ستعذرنا إذا عرفت أننا تحلينا بأضعف الإيمان ؟