منذ 7 سنة | 1768 مشاهدات
عندما تفاجأ بمجموعة من مؤيدي الانقلاب يتباهون بحالة اللامبالاة التي تسود الجماهير تجاه انتخاباتهم البرلمانية يتملكك العجب، ما الذي تفاخروننا به؟ .. ألايعني ذلك أن حملتنا لمقاطعة الانتخابات قد لاقت استجابة شعبية؟ .. أو ربما كان الأمر أكبر من ذلك، أي أن الجماهير لم تكن في حاجة لحملتنا، فقد أدركت بفطرتها وخبرتها مع الانتخابات السابقة أن هذه مجرد مسرحية هزلية لا ينبغي لها أن تؤخذ بجدية .. لابد أنك ستسأل محدثيك عن سبب هذا البشر والحبور مع أن المفترض أن يشعروا بالخزي من عدم تجاوب الجماهير معهم، فتأتيك الإجابة الأعجب: نحن سعداء لأن هذا العزوف يعني أن الجماهير من فرط ثقتها في الزعيم القائد تعلم أن البرلمان لا قيمة له، فالزعيم يكفيهم .. هل حقا يصدقون هذا الهراء السخيف؟
هل يعني - مثلا – إهتمام الجماهير الأمريكية بانتخابات الكونجرس أن هذه الجماهير لا تثق في الرئيس الأمريكي؟ .. أو هل كان عزوف الجماهير المصرية عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية قبل ثورة يناير المجيدة أنها كانت تثق في حسني مبارك؟
سواء شاركت جماهير غفيرة أو لم يذهب للاقتراع إلا قلة قليلة فسيأتي برلمان يمتلك وفقا لدستورهم سلطة التشريع وسلطة إقرار موازنة الدولة وتحديد أولويات الانفاق العام، وستقوم الأغلبية البرلمانية، بغض النظر عن عدد المقترعين، بتشكيل الحكومة التي ستدير أمور البلاد .. ما علاقة الثقة بالرئيس أو عدم الثفة فيه بعزوف الجماهير عن المشاركة في اختيار مجموعة الناس التي لها هذه السلطات الواسعة والمهمة؟!! .. إلا لو كانت الجماهير تعلم تماما أن هذا البرلمان لن يمتلك أي من هذه السلطات على الحقيقة، وانه سيكون دمية لاقيمة لها .. مجرد ديكور لتجميل الانقلاب واعطائة شكل ديمقراطي.
الواقع أن هذا الهذر السخيف الذي يسوقه أنصار الانقلاب لا يعني إلا أنهم يريدون دفن رؤوسهم في الرمال كي لا يروا حقيقة موقف الجماهير من نظامهم الانقلابي، هذا إذا كانوا يصدقون أنفسهم، ويبقى الاحتمال الأرجح: أنهم يغالطوننا ويعرفون أنهم يكذبون ليداروا خيبة نظامهم.