حماس الإرهابية

منذ 6 سنة | 1206 مشاهدات


يتصور البعض أننا ندعم حماس؛ لأنها حركة إسلامية، ونحن لا ننكر هذا، لكنه مجرد جزء من دوافعنا، فدعم أي حركة إسلامية تقوم لرد العدوان ورفع الظلم عن شعبها المسلم هو فريضة شرعية لا يختلف أحد من المسلمين عليها (ونحن نذهب إلى أن دعم كل مظلوم مهما كان دينه أو ملته هو فريضة شرعية.. لكن هذه قضية أخرى)، وفلسطين هي قضية عربية إسلامية لا شك في ذلك، تربينا على ذلك منذ بدأت الغزوة الصهيونية، لكن هذا ليس كل شيء، فحتى لو لم تكن فلسطين أرضا لشعب مسلم سلبت حقوقه

 

يتصور البعض أننا ندعم حماس؛ لأنها حركة إسلامية، ونحن لا ننكر هذا، لكنه مجرد جزء من دوافعنا، فدعم أي حركة إسلامية تقوم لرد العدوان ورفع الظلم عن شعبها المسلم هو فريضة شرعية لا يختلف أحد من المسلمين عليها (ونحن نذهب إلى أن دعم كل مظلوم مهما كان دينه أو ملته هو فريضة شرعية.. لكن هذه قضية أخرى)، وفلسطين هي قضية عربية إسلامية لا شك في ذلك، تربينا على ذلك منذ بدأت الغزوة الصهيونية، لكن هذا ليس كل شيء، فحتى لو لم تكن فلسطين أرضا لشعب مسلم سلبت حقوقه، وكانت حماس وكل أهل فلسطين على دين آخر غير الإسلام، ولم يك في الأمر ظلم من أي نوع، فإن المصلحة العليا لمصر تقتضي منا دعم حماس في صراعها مع عدوها، وإذا لم نستطع دعمها فعلى الأقل نغض الطرف عن كل محاولتها لتسليح نفسها وتدعيم قوتها، وقد كتبنا إبان عدوان أغسطس مقال بعنوان "حماس البوذية" أوضحنا فيه أن الكيان الصهيوني هو منافس إقليمي يناصبنا العداء ويعمل على عرقلة نهضتنا العربية الإسلامية، وسيكون دائمًا كذلك وإلا فقد مبرر وجوده وتخلت عنه داعمته الأمريكية، فكل من يناوئه ويشغله عنا جدير بدعمنا في حدود طاقتنا – لا يكلف الله نفسا إلا وسعها – أما إعلان أن حماس هي منظمة إرهابية فقد فاق الحد في لامعقوليته وتعارضه مع مصالحنا القومية، بل وغبائه الشديد.. دع عنك واجب الأخوة والتضامن.
إن هذا الموضوع عجيب من حيث الشكل والمضمون بكل المقاييس، وهو واحدة من مساخر الانقلاب التي ترقى لدرجة خيانة مصالح مصر القومية، ولا نقول واجباتها الإسلامية، فلا يبدو أن الإسلام يشغل بال الانقلابيين في قليل أو كثير.
من حيث الشكل: من ذا الذي يسمح لمحكمة لا تملك أن تصدر حكمًا على "حرامي غسيل" بأن تتصدى لبحث موضوع الإرهاب؟ إن جريمة السرقة تعد جنحة لا تختص بها محاكم الأمور المستعجلة، بل يجب إحالتها إلى محكمة الجنح، ومحكمة الجنح لا يمكنها أن تقضي في جريمة قتل حتى لو كان القتل على سبيل الخطأ، بل عليها أن تحيلها لمحكمة الجنايات المختصة، فما بالك بالإرهاب الذي أقل ما فيه أنه قتل جماعي لأغراض سياسية؟! والأسخف من تصدي المحكمة لهذه القضية هو أن تأخذ الحكومة هذا الحكم على محمل الجد.. ما هذا الهراء؟
أما من حيث المضمون، فلم يثبت حتى الآن ولا مرة أن واحدًا من أعضاء حماس قد ارتكب جريمة على الأراضي المصرية أو على أي أرض أخرى غير الأرض المغتصبة – فلسطين – لكن هب أن عضوا في حماس قد أدين فعلا بجريمة قتل في مصر، فإن هذا لا يكفي، ولا حتى في قانون سكسونيا، لاعتبار أن المنظمة التي ينتمي إليها هي منظمة إرهابية، لابد أن يثبت للمحكمة أن هذه الجريمة هي تعبير عن منهج المنظمة التي تعتمد القتل كوسيلة لتحقيق أهدافها.. إن هذا يشبه حالة رجل قتل آخر لسبب شخصي، للثأر أو السرقة مثلا، فتعلن المحكمة أن عائلته كلها هي عائلة من القتلة لأن فردًا من أفرادها ارتكب جريمة قتل.. فما بالك عندما لا يكون لدينا شخص واحد عضوا في حماس قد قام بأي عملية عنيفة خارج حدود فلسطين؟!!
أما ما يقال في كل مرة ترتكب فيها جريمة على أرض سيناء من أن حماس هي الفاعل، أو هي مورد السلاح للفاعل، فهو سخف غير معقول لا يصدقه شخص في رأسه ذرة من عقل.
خذ هذه الرواية البلهاء عن أن حماس هي التي فتحت سجن وادي النطرون، فحتى لو لم نكن قد رأينا بأم أعيننا الفيديو الذي يصور فتح السجن وتواجد أفراد القوات المسلحة ومدرعاتهم أمام البوابة، فمن ذا الذي يصدق أنه في أقل من 24 ساعة فقط من انكسار الشرطة مساء يوم 28 يناير استطاعت قيادة حماس أن تتخذ القرار وتضع الخطط وتنقل أفرادها وأسلحتهم عدة مئات من الكيلومترات لتفتح هذا السجن.. حماس الصغيرة المحاصرة يمكنها أن تفعل كل هذا؟.. إن المخابرات المصرية أو أي مخابرات أخرى، مع كل إمكانيات هذه الأجهزة، كانت ستحتاج لفترة أطول من ذلك بكثير لتقوم بعملية أبسط منها على أرض دولة أخرى مهما كان تخلف هذه الأخرى وعجز أجهزتها الأمنية.
وعندما أغتيل بعض جنودنا في ظل رئاسة دكتور محمد مرسي قبل الانقلاب وجهوا أصابع الاتهام لحماس.. يا سلام.. لماذا تحاول حماس إحراج رئيس الدولة الوحيد الذي يدعمها؟ وما الذي ستكسبه من ذلك؟ .. على أي حال لم تستطع مخابراتنا أن تفبرك دليلًا واحدًا، فمن أين جاءوا بهذا الاتهام؟
وبعد الانقلاب يملأون الدنيا صياحًا بأن حماس تسلح الإرهابيين في سيناء.. ومن أي تحصل يا ترى حماس على هذا السلاح الذي تقدمه لمن في سيناء؟ هل يمكن لقطعة واحدة من السلاح أن تدخل غزة إلا من مصر؟ هل هناك من يصل به الهذيان إلى تصور أن تحصل حماس على السلاح من حدودها مع العدو الصهيوني مثلا؟ وإذا كان سلاح حماس لا بد أن يمر على سينا قبل أن يصل إليها فالأقرب للمعقول أن القاطنين في سيناء هم الذين يمكنهم توريد السلاح لغزة وليس العكس (وربما كانت هذه هي جريمة أهل سيناء الحقيقية التي يعاقبون عليها الآن، لكن هذه قضية أخرى).
إن العدو الصهيوني هو الذي يتهم حماس بالإرهاب، ونحن ندافع عنها ونقول إن من حق المعتدي عليه أن يحمل السلاح دفاعًا عن حقه.. حماس حركة مقاومة.. أما أن يأتي الاتهام من مصري عربي مسلم فهذه والله مسخرة آخر الزمان.

شارك المقال