slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • slot gacor pastigacor88 slot pulsa slot pulsa slot qris slot qris slot qris slot qris slot gacor slot gacor slot dana
  • -1- الحوثي-حزب الله-إيران د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    -1- الحوثي-حزب الله-إيران

    منذ 2 اسابيع | 622 مشاهدات

    كنت أرفض تماما الخوض في أي موضوع له علاقة بالخلاف السني الشيعي عندما كانت صواريخ حزب الله تنطلق مساندة لغزة، أما وقد توقفت هذه الصواريخ، وإذا عادت فلا أظنها ستكون لمساندة غزة لأسباب سأوضح أغلبها في هذه المقالات (لعل أهمها ما يحدث في سوريا)، فقد بات من واجبنا التصدي للدعاية التي تزعم أن الفكر الشيعي أقدر من الفكر السني على قيادة الأمة في مواجهة تحديات النهضة والتبعية، فقد أثارت هذه الدعاية البلبلة عند الكثيرين، ولا أنوي في هذه السلسلة أن أتعرض للمسائل الإعتقادية إلا بالقدر الذي تؤثر به على المواقف السياسية والجوانب الإجتماعية، وعلى الأخص إمكانيات التعاون ووسائله ومجالاته والمحاذير التي يجب التحوط لها، ومن المهم أن أؤكد من البداية قناعتي بعجز الفكر الشيعي الإمامي الإثنى عشري عن قيادة أي مشروع حقيقي للنهضة، بغض النظر عن رأيك في الدرجة التي يبتعد بها هذا الفكر أو يقترب من أصول العقيدة الإسلامية التي نترك الكلام فيها لأهل الإختصاص في دراسة العقائد، مع قناعتي، في نفس الوقت، بأن مجالات التعايش والتعاون المفيد للطرفين أوسع مما يظن الكثيرون.

    ربما يخطر ببالك أن موانع الخوض في نقد الفكر الشيعي مازالت قائمة، إذ رغم توقف صواريخ حزب الله فإن جهود أنصار الله بقيادة الحوثيين في اليمن لم تتوقف، وهي جهود لها نتائج داعمة لغزة رغم خط الإمداد البري الذي يبدأ من الإمارات عبر السعودية والأردن ليعوض جزء من آثار توقف العمل في ميناء إيلات (أم الرشراش) نتيجة الحصار اليمني، لذك ينبغي أن نوضح الفرق بينهما، فحزب الله اللبناني ينتمي للشيعة الإمامية الإثنى عشرية، بينما ينتمي الحوثيون للشيعة الزيدية، وهو فرق له تأثير بالغ.

    لقد أعلن حسن نصر الله رحمه الله، بصراحة وبدون مواربة، أن حزبه يؤمن بولاية الفقيه، وسنتوسع في شرح هذه الفكرة ومتضمانتها وآثارها في مقالات قادمة بإذن الله، لكنها بإختصار تنطلق من عقيدة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية التي تؤمن أن الإمامة (القيادة الدينية والسياسية للمسلمين) هي شأن إلهي، وأن الله جل وعلا قد عين إثنى عشر إماما، سماهم بالإسم، أولهم علي بن أبي طالب (رض) وآخرهم محمد بن الحسن العسكري (المهدي) الذي دخل سردابا في مدينة سامراء بالعراق في القرن الثالث الهجري، وهو مازال حيا يرزق يتمتع بكامل سلطاته، وسيخرج عندما يأذن الله ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وظلما، والإمام عندهم معصوم ومخول بكل سلطات الرسول (ص) على المسلمين، وقد بلور آية الله الخوميني نظرية ولاية الفقيه، التي تقضي بأنه خلال زمن غيبة الإمام المعصوم فإن الفقيه الجامع للشرائط هو نائب للإمام "عجل الله فرجه" له كل صلاحياته في إدارة حياة المسلمين الدينية والسياسية (التي هي، كما ذكرنا، صلاحيات رسول الله (ص)) .. إن هذا الولي الفقيه يتمتع بسلطات أوسع بكثير مما يمكن أن يعطيه للخليفة السني أكثر فقهاء السنة ميلا للإستبداد .. يمكننا القول بكل ثقة أن هؤلاء الذين يصفون حزب الله اللبناني بأنه ذراع لإيران إنما يتلطفون في الوصف، فكل تنظيم شيعي إثنى عشري يؤمن بولاية الفقيه هو في الواقع جزء عضوي من النظام الإيراني بخضوعه الكامل لسلطة المرشد الأعلى.

    أما التشيع الزيدي فيقتصر على القول بأن نسل الحسن والحسين (رض) هم الأولى بخلافته، فلا نص ولا وصية، ومع أنهم يرون أن عليا (رض) كان هو الأفضل، فإن إمامة المفضول تجوز إذا رأى المسلمون المصلحة في ذلك، ولذلك يقرون بصحة خلافة أبي بكر وعمر (رض)، والإمام عندهم غير معصوم، وليس الله هو الذي يعينه، بل أي كفء مؤهل للقيادة من ذرية الحسن والحسين (رض) يخرج داعيا لنفسه يبايعه المسلمون ويصير إماما، وثلث أهل اليمن على المذهب الزيدي، والبقية أغلبهم على مذهب الإمام الشافعي، ولم تكن لهم مشكلة مع حكم أسرة حميد الدين (التي أطاح بها إنقلاب عبد الله السلال سنة 1962) بسبب كونهم زيدية، وإنما لأنه كان حكما مستبدا شديد الرجعية، وبالمناسبة: كان علي عبد الله صالح، الرئيس الذي قامت ضده ثورة الربيع العربي في اليمن، زيديا، ولم يشر أحد من الثوار لذلك.

    أحيانا يردد البعض، لتفسير الدعم الإيراني للحوثيين، أن الأخيرين إنتقلوا من الزيدية إلى الإثنى عشرية، وهو فرض بعيد جدا، فالتراث الفكري للزيدية يمتلئ بالحجج التي تفند مزاعم الإمامية عن الوصية وعصمة الأئمة (فمجرد مطالبة مؤسس المذهب زيد بن علي زيد العابدين (رض) بالخلافة كان في حد ذاته إنكارا لمزاعم الوصية الإلهية التي تعطي الإمامة لأخيه ثم إبن أخية ثم حفيده .. إلخ)، ثم تصدوا لحكاية الإمام الغائب ودحضوها من حيث العقل والسمع، كما أثبتوا تاريخيا أن الحسن العسكري (الإمام الحادي عشر) مات دون أن يعقب ولدا .. إلخ، يمكنك مقارنة السجال بين الفكر الزيدي والإثنى عشري حول حكاية الإمام الغائب بالسجال الذي يدور بين المسلمين والمسيحيين حول وجود إبن لله، ثم أن عبد الملك الحوثي لم يصدر عنه أي تصريح في هذا الصدد، وخطابه يخلو من أي سمة إثنى عشرية، بل يخلو من أي سمة شيعية أصلا، ولا تجد في اليمن أي مظهر من مظاهر إحتفالات الإثنى عشرية (عاشوراء مثلا)، والعديد من متحدثي أنصار الله يردد أن حركتهم تضم من السنة بقدر ما تضم من الزيدية (ولن تعرف من أسلوبه هل هذا المتحدث زيدي أم شافعي) .. وإذا سألت لماذا تدعمهم إيران إذن؟ فالجواب شديد الوضوح: ليكونوا خنجرا في خاصرة منافسهم الإقليمي القوي، نظام آل سعود في بلاد الحرمين، الذي أراد الإستيلاء على اليمن بعد أن أجهض ربيعها العربي، بالضبط كما تدعم إيران المقاومة الإسلامية السنية في غزة لتكون خنجرا في خاصره إسرائيل.

    أرجو أن يكون الفرق واضحا، وألا تسحب تفنيدنا للفكر الإثنى عشري وما يحويه من جوانب خرافية وما يقود إليه من نزعة إستبدادية شديدة الرجعية على حركة أنصار الله في اليمن، كما أنك بالطبع لا تسحبه على حماس والجهاد الإسلامي.

     

    شارك المقال