https://member.fisika.or.id/ https://www.cruzrojacorrientes.edu.ar/ slot gacor
  • sigmaslot pastigacor88 slot pulsa forbes88 slot pulsa rebahin slot gacor nekonime
  • مظاهرات أمريكا .. يهود ضد إسرائيل .. متى ولماذا؟ د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    مظاهرات أمريكا .. يهود ضد إسرائيل .. متى ولماذا؟

    منذ 10 شهور | 3289 مشاهدات

    إعتدنا أن نرفض التفرقة بين اليهود والصهاينة، وأن نتهم من يقول بوجود فرق بأنه يحاول طمس حقيقة الصراع، لذلك ألفنا التأمين على دعاء الخطباء على اليهود .. لعقود طويلة كنت من هؤلاء، أعترف اليوم أنني كنت مخطئا، وأن هذا الخطأ قد يضر بقضيتنا.

             يهود إسرائيل كلهم ضد الحق الفلسطيني مع إختلاف منطلقاتهم، رغم إنقسامهم ثقافيا إلى نصفين متساويين تقريبا، متدينين وعالمانيين (بالإضافة إلى إنقسامهم العرقي إلى إشكيناز وسفارديم)، والمتدينين طيف واسع يبدأ بمن يقتربون من الصهيونية وينتهي بمن يرفضونها ودولتها، والعالمانيون طيف آخر، يبدأ بمن يقيمون بعض الشعائر ولا يرفضون الدين ولكن يعارضون حكمه للحياة، وينتهي بمن يجاهر بالإلحاد ويهوديته ليست إلا إنتماءا ثقافيا أو عرقيا .. رجال المقاومة يفهمون هذه الإنقسامات ويتعاملون معها بذكاء، لكن موضوع هذا المقال هو اليهود الأمريكيون الذين يشاركون الآن في رفض الحرب على غزة، هؤلاء علينا أن نتفهم دوافعهم ونتعامل معهم.

             شريحة كبيرة من يهود أمريكا العالمانيين لهم إرتباط ببعض التقاليد اليهودية، ويحافظون على بعض الوصايا، لكنهم ليسو متدينين، ولا يشعر الواحد منهم أن عليه أن يقيم كل الشرائع، والأهم أنهم راغبون في الإندماج في المجتمع الأمريكي، ولا يعتبرون إسرائيل دولتهم، بل دولة لإخوة لهم في العرق أو العقيدة، وعندما كانت إسرائيل منتصرة، ولم تصلهم بعد أخبار فظائعها، كانوا يبدون لها التأييد والتعاطف بشكل عفوي، وأغلبهم لا يعرف طبيعة الصراع، اليوم أصبح الكثير من هؤلاء يخجلون مما تقوم به إسرائيل، ويرغبون في التبرؤ منها.

             وبعض المثقفين اليساريين من أصل يهودي، وهم ينخرطون منذ عقود في حركات السلام العالمي ويناهضون كل إستعمار، ومنهم نعوم تشومسكي الذي إستشهدنا به في المقال السابق، ورغم قيمتهم العلمية الرفيعة لم يكن لهم جمهور.. الآن أصبحت أفكارهم وكتاباتهم مصدر إلهام ومعلومات لقادة الحراك.

             ليس العالمنيون فقط هم الذين خرجوا ينددون بإسرائيل، فهناك إتجاه يهودي متدين رفض الصهيونية منذ البداية، وأصر على أن اليهودية دين روحي يتعارض مع الصهيونية التي هي حركة سياسية إستعمارية، لكن بعد نجاح الصهيونية في إقامة دولتها، وحصولها على دعم أمريكي هائل (شرحنا أسبابه في المقال السابق) وما صاحبه من ترويج إعلامي ساحق لإسرائيل الديموقراطية العصرية التي تتصارع مع جيرانها العرب الفاسدين والمتخلفين توارى هؤلاء إلى الظل، وإن ظل إتجاههم يعيش داخل دوائر اليهود المتدينين، ليجد اليوم الفرصة لتحريك أنصاره كأنه يقول: ألم نقل لكم إنها ليست يهودية.

             في عام 1897، نفس توقيت مؤتمر "بازل" الذي دشن الصهيونية، عقد مؤتم يهودي أمريكي آخر في مونتريال، إقترح فيه الحاخام "إيزاك ماير وايز"، أبرز شخصية دينية يهودية في أمريكا، إصدار توصية جاء فيها: ".. إننا نرفض رفضا باتا أية مبادرة ترمي إلى إنشاء دولة يهودية، فأي مبادرات من هذا القبيل تنم عن فهم خاطئ لرسالة إسرائيل .. إننا نؤكد أن هدف اليهودية ليس هدفا سياسيا ولا قوميا، بل هدف روحي ..".

             أما العلامة "يهودا ماجنس" الذي رأس الجامعة العبرية في القدس منذ عام 1926 فيقول في خطابه عام 1946 (في حفل الذكرى العشرين، عندما بدا أن الصهيونية ستنتصر): ".. إن الصوت اليهودي الجديد يخرج من فوهات البنادق.. هذه هي التوراة الجديدة لأرض إسرائيل، إن جنون القوة المادية يمسك بتلابيب العالم كله، وندعو الله أن يحفظنا فلا تنساق اليهودية وشعب إسرائيل لهذا الجنون, فهذه اليهودية التي إستقطبت جانبا كبيرا من يهود الشتات هي وثنية".

             وكان مارتن بوبر واحدا من أبرز مفسري العهد القديم، إنضم للحركة الصهيونية وهاجر إلى فلسطين عام 1938، لكنه سرعان ما إختلف مع نهج هرتزل، ولم يتوقف حتى وفاته عام 1965 عن التنديد بتحول الصهيونية إلى حركة سياسية، وقال في نيويورك عام 1958: ".. عندما عدنا إلى فلسطين كان السؤال الحاسم الذي يواجهنا هو: هل تود أن تأتي إل هنا كأخ وصديق، وكعضو في مجموعة شعوب الشرق الأوسط، أم كممثل للإستعمار والإمبريالية؟ .. لقد فضل غالبية اليهود أن يتعلموا من هتلر على أن يتعلموا منا".

             ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية في 21 يونيو 1960 بيانا للمجلس اليهودي الأمريكي (منظمة مناهضة للصهيونية) جاء فيه أن ".. المجلس بعث أمس رسالة إلى كريستيان هرتر أكد فيها أنه ليس من حق الحكومة الإسرائيلية أن تتحدث بإسم اليهود كافة .. ويعلن المجلس أن اليهودية هي دين وليست قومية"، وفي 19 يونيو 1982، إبان الغزو الإسرائلي للبنان، نشرت نفس الصحيفة رسالة وجهها العلامة بنيامين كوهين، من جامعة تل أبيب، إلى أحد أصدقائه جاء فيها: ".. هل يمكن ليهود من نسل إبراهيم أن يصبحوا قساة لهذه الدرجة؟ .. إن الإنجاز الأكبر الذي حققته الصهيونية ما هو إلا تجريد اليهود من يهوديتهم، فلتفعلوا أيها الأصدقاء كل ما في وسعكم لكي لا يتمكن أتباع بيجن وشارون من تحقيق هدفهم المزدوج، وهو التصفية النهائية للفلسطينيين كشعب، وللإسرائيليين ككائنات بشرية".

             يختلف هؤلاء المتدينون فيما بينهم في فهم النصوص التوراتية التي يدعم بها الخطاب الصهيوني مزاعمه، لكنهم يتفقون على أنها لا تؤيد هذه المزاعم، فبعضهم يفسر الوعد الإلهي لإبراهيم (ع) بأنه وعد لقبيلة من البدو الرحل بأن تجد لها موطنا تستقر فيه وتعيش بأمان دون أن يكون هذا مرتبطا بإقامة أي دولة، آخرون يعتقدون أنهم سيعودون إلى أرض الميعاد ليقيموا دولة، لكن هذه العودة لن تكون إلا تحت قيادة مسيح آخر الزمان (الماشيح)، وحتى ظهوره فعليهم أن يستسلموا لمشيئة الرب الذي يعاقبهم بالشتات على خطاياهم، ومرة أخرى يختلفون حول طبيعة الدولة الماشيحانية، هل هي دولة يهودية تستعبد العالم، أم أن الماشيح سيتبعه كل الناس فيقيم دولة إنسانية عالمية عادلة، المهم أنهم يتفقون على أن خطيئة الصهيونية هي أنها إستعجلت إقامة الدولة، ورفضت عقيدة أن العودة إلى صهيون لن تتحقق إلا مع الماشيح في نهاية الأيام، وهذا في نظرهم يعرقل الخلاص الماشيحاني، وتصر جماعة نطوري كارتا على أن دولة إسرائيل هي عمل شيطاني لأنها تقوم على أسس مستمدة من الحضارة الغربية الغريبة عن اليهودية.

             بغض النظر عن الإضافة العددية للحراك فإنهم يقدمون له خدمةة جليلة، إذ أن وجودهم في صفوفه يعطي لقادة الحراك ما يدحضون به الإتهام بمعاداة السامية، أما نحن فربما نحتاج للوصول إلى فكرة ندمجهم بها في تصور للتحرر من نير الصهيونية، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

     

    شارك المقال