https://member.fisika.or.id/ https://www.cruzrojacorrientes.edu.ar/ slot gacor
  • sigmaslot pastigacor88 slot pulsa forbes88 slot pulsa rebahin slot gacor nekonime
  • حنانيك يا أستاذة آيات د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    حنانيك يا أستاذة آيات

    منذ 6 سنة | 2016 مشاهدات

    أنا من الحريصين على أن يستمر التواجد الإعلامي للأستاذة آيات عرابي وزملائها الذين يتمتعون بميزة الكلام من خارج مصر، هذا إذن هو نقد المحب المخلص الذي يخاف على مصداقيتهم، فهم يملكون من القدرة على إذاعة أخبار وإعلان آراء ما لا نملكه نحن المقيمون في مصر، وأظن أنها لو إستطاعت كبح جماح الرغبة في التعليق الفوري والإتيان بشيء يختلف عما يقوله الآخرون، وهي آفة يندر أن ينجو منها إعلامي محترف، لكان خير لها ولنا، فهذه ليست المرة الأولى التي تتسرع في الإدلاء بآراء لا تخلو من التوابل الحريفة ثم يتضح أنها تسرعت، وأن الأمر ليس كما تقول (آخر ما أذكره هو عندما قالت أن موضوع خاشوقجي مجرد تمثيلية).

              هذا المقال تعليق على كلامها الأخير الذي أكدت فيه بكل الثقة أن وجود تسجيل لما كان يحدث في القنصلية السعودية بإستانبول قبل 15 دقيقة من وصول خاشوقجي رحمه الله يعني إدانة أردوجان بالتواطوء في قتله، لأنه كان يعرف ولم يمنع الجريمة .. ما هذا الكلام الساذج يا سيدتي الفضلى؟!

              لا يفترض في الإعلامي أن يفهم في كل شيء، ودوره هو أن يتحرى ويسأل أهل الإختصاص، ثم يجمع ما وصل إليه في رواية متماسكة إذا وصل إلى رأي قاطع، أو أن يطرح الشكوك إذا كانت الوقائع التي جمعها من الخبراء تثير مثل هذه الشكوك، لكن قواعد المهنية ينبغي أن تمنعه من القفز إلى إستنتاجات عن مسائل لا يفهم فيها، على الأخص إن كان لديه عدد كبير من المتابعين الذين يعتمدون عليه في تكوين آرائهم في مسائل مهمة.

              لو إستطلعت السيدة آيات رأي أي شخص له أدنى إلمام بأسلوب إستخراج المعلومات من وسائل المراقبة المختلفة، كاميرات التصوير أو الميكروفونات المخفية أو أجهزة التنصت على المكالمات الهاتفية لأخبرها أن الأجهزة الأمنية نادرا ما تستخرج المعلومات من هذه الوسائل في الوقت الحقيقي Real time فهذا غير عملي على الإطلاق، فالمنظر الذي نشاهده في الأفلام لرجل أمن الفندق أو المصنع الذي يجلس في غرفة وأمامه عدد من الشاشات تنقل له ماتصوره الكاميرات هو منظر خادع، فحتى عندما يكون العدد محدودا لا تنقل الشاشات عن كل الكاميرات في وقت واحد، وإنما تخصص كل شاشة لعدة كاميرات تتنقل بينها كل عدة ثوان، أما إذا كنت تراقب مدينة كاملة بها عدة ملايين من الكاميرات، وأكثر منها من الميكروفونات والتليفونات، فإنك لا تضع أشخاصا يتابعون الصورة والصوت في الوقت الحقيقي، إلا إذا كان لديك معلومات إستخباراتية مسبقة عن شيء ما متوقع وتريد معرفته في وقته الحقيقي، لكن الأصل أنك تسجل ما تلتقطه الكاميرات، وتحتفظ به لفترة معينة ثم تمسح تلقائيا القديم لتفسح مكانا للجديد، وعندما تحدث جريمة، أو تريد لسبب ما أن تراجع ما كان يحدث في مكان ما في وقت ما، فإنك تعود إلى التسجيلات، هذا هو أسلوب العمل، وكل ما نستطيع إستنتاجه هو أن المخابرات التركية كانت تسجل ما يدور في القنصلية بأجهزة مزروعة في الداخل أو بأجهزة حساسة من الخارج.

              لا أعرف كيف تصورت السيدة آيات أن الأتراك كانوا يسمعون ما يدور في القنصلية في وقته الحقيقي، لا يوجد سبب يدعو لذلك، فلم يكن هناك شخصية ذات وزن يستحق أن يسمعوه فورا، ولو حدث أن هناك من كان يسمع بالصدفة فهو ليس سيادة اللواء ولا حتى حضرة النقيب، إنما موظف بسيط، وإذا حسبت الوقت اللازم ليدرك الموظف أن هذا تخطيط إجرامي، ثم يبلغ رئيسه، الذي هو بالتأكيد ضابط صغير، ثم تنتقل المعلومة حتى تصل وزير الداخلية، وكل هؤلاء لا يملكون التصرف عندما تكون الجريمة المحتملة في مبنى دبلوماسي، فلابد من قرار سياسي، سيكون خاشوقجي رحمة الله قد ذاب بالفعل وانتهى الأمر .. فمن أين لك ذلك التأكيد القاطع الذي يبدو منك في الفيديو بأن أردوغان شخصيا يتحمل المسئولية؟ حنانيك.

              في هذه الظروف العصيبة ينبغي الحذر قبل مهاجمة الحكومة التركية، لا لأننا نعتقد أن حكام تركيا ملائكة أطهار، ولا أنهم معصومون لا يخطئون، لكنهم حتى الآن هم الوحيدون الذين يتصدون لتقديم بعض المساعدة للشعوب المضطهدة، ويرفعون الشعار الإسلامي (والله أعلم بالنوايا، وليس لدي ما يدعو للشك فيها، إنما محدودية إمكانات الفعل، على الأرجح، هي التي تجعل البعض يتصور منهم التقصير) .. لا يجب التشكيك في مصداقيتهم لمجرد ظنون لا أساس لها، أو لأننا نعتقد أننا لو كنا مكان أردوغان لتصرفنا بطريقة مختلفة .. يا أستاذة آيات ياواش ياواش.  

    شارك المقال