منذ 6 سنة | 1710 مشاهدات
خبر على الصفحة الأولى لجريدة الأهرام الخميس 9 أغسطس يبشرنا على لسان اللواء مميش بأن العبور في قناة السويس قد حقق رقما قياسيا بالوصول إلى 67 سفينة يوم أمس، وأن بشائر الخير تتوالى مع إحتفالات الذكرى الثالثة لقناة السويس الجديدة، الأمر الذي لا يدع (عنده وليس عندي) مجالا للشك في الجدوى الفنية والإقتصادية لمشروع القناة الجديدة ومدى أهميتها للتجارة العالمية .. ثم تكرار لنفس المعلومة ثلاث مرات بثلاث صياغات مختلفة حتى يأخذ الخبر حجما يبرر إبرازه .. هذا هو عين الدجل (ليس التكرار ولكن الخبر نفسه).
النقطة الأولى في هذا الدجل، وهي الأقل أهمية، أن الوصول لهذا الرقم بعد ثلاث سنوات كاملة يعني أنه لم يكن هناك أي داعي للإستعجال، مع ما ترتب عنه من زيادة كبيرة في التكلفة، ولو كانوا قاموا بأي دراسة فنية قبل بدء العمل لعرفوا أن التقديرات المعروفة لمعدلات نمو التجارة العالمية لا تقول أننا سنصل لمتوسط يومي يتجاوز 55 سفينة بأي حال قبل ثلاث سنوات (لاحظ أن مميش يتكلم عن يوم واحد تصادف فيه وجود 67 سفينة، ولا يتكلم عن المعدل اليومي)، بالقطع لم تكن هناك دراسة فنية، لا سليمة ولا مضروبة، ومازلنا نذكر مفاجأة ظهور المياة.
أما النقطة الأهم فهي أننا نعرف أن طاقة القناة قبل حفر التفريعة كانت تستوعب 72-75 سفينة يوميا، يعني مرور 67 سفينة في يوم من الأيام لم يكن يحتاج إلى إنفاق مليم واحد .. إن عائد مشروع التفريعة لا يحسب من معرفة الزيادة في عدد السفن، ولكن من معرفة الزيادة التي لم تكن القناة لتحققها لولا هذه التفريعة، أي أن فضل التفريعة لن يظهر إلا إذا زاد العدد اليومي للسفن العابرة عن 72، وهو ما لم يحدث، ولن يحدث قبل 4 أو 5 سنوات مع كل التفاؤل .. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. اللهم عوضنا عوض الصابرين.