slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • slot gacor pastigacor88 slot pulsa slot pulsa slot qris slot qris slot qris slot qris slot gacor slot gacor slot dana
  • فرمان عصيان عرابي يكتب في سوريا من جديد د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    فرمان عصيان عرابي يكتب في سوريا من جديد

    منذ 6 سنة | 1912 مشاهدات

    بعدما قرأت عن مواقف وبيانات العديد من القوى السياسية التي كنت أفترض أنها واعية لقضايا أمتها ومخلصة لها، حتى وإن إختلفت مع التوجهات السياسية لبعضها، تعليقا على ما يحدث في سوريا، بدأت أفهم ظاهرة أثارت إستغرابي منذ حوالي نصف قرن.

    لقد نشأت في ظل النظام الناصري، الذي كان إعلامه ومناهج تدريس التاريخ والتربية الوطنية فيه تعلمنا أن أحمد عرابي هو بطل مصري، قاد ثورة شعبية وطنية، وأن هذه الثورة قد إنكسرت بسبب خيانة الخديوي توفيق، الذي إستدعى الإنجليز، فدخلت قواتهم مصر لدعم الخديوي وتثبيت حكمه، فهزمت المصريين في التل الكبير سنة 1882، وإحتلت مصر حتى سنة 1954 .. باختصار: ماحدث في مصر سنة 1881 كان ثورة الشعب المصري سعيا لحكم ديمقراطي، وعرابي بطل مصري، والخديوي توفيق خائن وعميل، إستدعى الإنجليز ليقمعوا ثورة المصريين، وتسبب في إحتلال دام 74 سنة.

              ثم إكتشفت في شبابي أن الأجيال الأكبر مني، الذين تربوا وتعلموا في العهد الملكي، لم تكن تفهم الأمر على هذه الصورة، بل كانت تظن أن عرابي مجرد متمرد على السلطة الشرعية، بدليل أن السلطان العثماني أصدر فرمانا يعلن فيه عصيان عرابي ورفاقه، ولم تكن هذه الأجيال ترى أن الإحتلال الإنجليزي، الذي كان التخلص منه هو محور نضال الحركة الوطنية المصرية لمدة ثلاثة أرباع القرن، كان بسبب خيانة الخديوي الطاغية المستبد الذي ضحى باستقلال الوطن في سبيل البقاء على العرش، وإنما كان بسبب تهور ورعونة أحمد عرابي ورفاقه، وحتى في إبان ثورة 1919 المجيدة لم يكن أحمد عرابي يذكر بالخير، بل لم يذكر مطلقا كأول مناضل ضد الإجليز وفي سبيل الديموقراطية .. أثار هذا إستغرابي وعجبي، فمن المفهوم ألا يدين نظام أسرة محمد على تصرف توفيق، ومن المفهوم ألا يؤيد السلطان العثماني، المستبد الأصلي في الآستانة، ثورة الشعب المصري ضد المستبد الفرعي في القاهرة، لكن ما بدا غير مفهوم بالنسبة لي هو أن قيادات الثورة في 1919، وورثتهم في الحركة الوطنية الليبرالية حتى 1952، لم يدافعوا عن ثورة الشعب المصري بقيادة عرابي والتي كانت أساسا دفاعا عن الديمقراطية في مواجهة إستبداد الخديوي توفيق، ولم يدمغوا نظام أسرة محمد علي بإعتبارها المتسبب الأساسي في الإحتلال، مع أن كل نضالهم كان يتركز حول الإستقلال التام أو الموت الزؤام.

              الآن بدأت أفهم .. ها هم مناضلون معاصرون ضد الحكم العسكري المصري يدينون ثورة الشعب السوري ضد طاغيته، ويعتبرون أن هذه الثورة هي السبب في التدخل الأجنبي، ويتجاهلون تماما أن الأسد هو الذي إستدعى إيران وروسيا لضرب شعبه، وكأن هناك فرق بين ضرب أمريكا لسوريا وضرب روسيا لنفس سوريا .. كأن وجود روسيا بطلب من الأسد ليحافظ على نظامه في مواجهة ثورة شعبه يعطي لهذا الوجود شرعية، ويجعل ضربه لثوار سوريا مقبولا .. ما الفرق بين دخول روسيا إلى سوريا بطلب من بشار ودخول إنجلترا إلى مصر بطلب من توفيق؟

              لقد وصل الأمر ببعض الفصائل المحسوبة على حركة الإحياء الإسلامي (ولا أقصد السلفيين طبعا، فهؤلاء لا علاقة لهم بالإحياء)، أن يقتصروا في بياناتهم على المطالبة بخروج كل القوى الأجنبية ليتركوا السوريين ليحلوا مشاكلهم داخليا، دون أن يصفوا بشارا بأي صفة سلبية، ودون أي إشارة ولو من بعيد إلى مسئوليته عن تحويل ثورة سلمية إلى قتال مسلح، ولا إستدعائه  لأهم القوى الأجنبية على الأراضي السورية، روسيا وأيران، ولا يتحدثون مطلقا عن ثورة الشعب السوري (يتكلمون فقط عن "مسلحين"، كأنهم نزلوا من الفضاء لتوهم، ولا يعرفون شيئا عن الموضوع) .. لم يبق إلا أن يعلنوا إدانتهم للعاصي عرابي.

              لا أنكر أن هناك الكثير من الصيد العكر في المياة السورية، وليست كل الفرق المسلحة التي تقاتل هناك هي قوى ثورية تسعى لإقامة نظام ديموقراطي يمكن للشعب فيه أن يحكم نفسه بنفسه، هذا صحيح، ولا أظن أبدا أن السعودية مثلا يمكنها أن تمول أية عمل بهدف دعم الديمقراطية، لكن هذا "العك" لا ينبغي أن ينسينا أصل القضية، هناك ثورة شعبية حقيقية ظلت تتظاهر سلميا لمدة ستة أشهر كاملة مظاهرات سلمية لا تشهر فيها إلا حناجرها في مواجهة رصاص قناصة النظام، ولم يظهر السلاح من جانب الثوار إلا بعد سقوط آلاف الشهداء، وإذا كان من المحتم أن نصدر بيانات فيجب أن يتصدرها أولا إدانة نظام الطاغية والمطالبة برحيلة وتسليم السلطة للشعب، والثقة بأن هذا الشعب العظيم سيكون قادرا على تنقية نفسه من كل تلك التنظيمات التي تحمل السلاح خدمة لأجندات أجنبية، وإقامة نظامة الوطني الديمقراطي المستقل.

              اللهم أمدد أهلنا في سوريا بمدد من عندك حتى يتمكنوا من تحرير أنفسهم من كل القوات الأجنبية، ومن إسقاط المجرم المستبد، ومن تطهير أنفسهم من كل هؤلاء الذين يستغلون ثورتهم لخدمة مصالح لا تدعم حق الشعب السوري في السيطرة على مقدراته وبناء مستقبله بالطريقة التي تناسبه .. آمين.

    شارك المقال