منذ 6 سنة | 1510 مشاهدات
قال السيسي في خطبته الأخيرة أنه يفضل لو نزلت أعداد كبيرة حتى لو ثلثهم قالوا لا، على أن ينزل نصف العدد ويقول كله نعم (لاحظ أنه لا يضع إحتمال أن تقول الأغلبية لا .. يعني ناجح ناجح) .. ونحن نقول له: يا ريت .. ما كان ينعز، ولكن المشكلة أن البطاقة الإنتخابية لا يوجد بها مكان لنقول لا، إما أن تختار مرشحا أو تبطل صوتك، والصوت الباطل لا يعني لا، الصوت الباطل يخرج من الحساب، ولو أن 90 % من الناخبين كانت أصواتهم باطلة فإن الذي حصل على أغلبية الأصوات الصحيحة سيكون هو الفائز .. لا أتصور أن رجلا يجلس على قمة النظام لا يعرف بالضبط ما هي الإجراءات التي سيستمر بها على كرسيه.
دعك من هذه الفكرة العجيبة، وتعال نراجع الهستيريا التي يشيعها الإعلام بمقولة أن التصويت واجب حتى لو أبطلت صوتك .. ما هذا الكلام الفارغ؟ من أين جاءوا به؟ .. ويعيدون ويزيدون أن علينا الذهاب إلى اللجان لنثبت أننا شعب متحضر .. من قال أن الشعوب المتحضرة تذهب للصناديق لأنها متحضرة؟ .. أبدا .. في الدول المتحضرة يذهب الناس للصناديق لأن نظامهم الديمقراطي يضمن تنوع المرشحين بحيث أن كل إتجاه له مرشح، ويذهب مؤيدوه لإنتخابه، وعندما تتراجع نسب التصويت في أي دولة من هذه الدول المتحضرة فإن أحدا لا يلوم الشعب أبدا، إنما يتوجه اللوم إلى النظام السياسي الذي عجز عن إفراز عددا من المرشحين المتنوعين الذين يمثلون في مجموعهم غالبية المواطنين .. إن نسب التصويت الضعيفة لا تعيب الشعب، لكن تعيب النظام، وهذا الإعلام الكاذب يشوه وعي الناس بكل الطرق، حتى تلك التي تدمغه هو نفسه بالجهل الفظيع.
ثم ما حكاية هذا الشيخ الذي أفتى أن التصويت واجب لأنه شهادة .. عيب عليك يا شيخ .. التصويت فعلا شهادة، يعني لا يصح أن تجامل مرشحا (لأي سبب) وأنت تعلم أن هناك من هو أفضل منه، لكن بالله عليك أيها الشيخ ماذا أفعل إذا كنت مقتنعا بأن كلا المرشحين لا يصلحان، ولا يمكنني أن أشهد لأي منهما؟؟؟ .. أو كنت من الأصل أرى أن الرئيس الشرعي لم يكمل مدته بعد، ولا إنتخابات إلا بعد أن يخرج من محبسه ويكملها، ألا تكون المقاطعة هنا هي الإختياري الشرعي الوحيد المتاح لي، ويكون الذهاب للتصويت في هذه الحالة هو الخيانة بعينها؟ .. ما هؤلاء المشايخ الذين يفتون بغير علم (أو الأسوأ، يعلمون الحق ويفتون بغيره).
وإنا لله وإنا إليه راجعون.