منذ 6 سنة | 1856 مشاهدات
يعلق المحاور على كلامه في التنظيم فيقول: النظم السياسية – بشكل عام – رافضة لفكرة أن يكون هناك تنظيم بهذا الحجم والشكل وممتد عبر أقطار مختلفة، ويرون أن هذا غير منطقي وغير طبيعي .. قال الدكتور: أنا لم أقل أنه عبر أقطار متعددة .. التنظيم الإخواني الموجود في كل قطر مستقل، فاستدرك المحاور: طيب دلوقتي معظم الأنظمة رافضة لتنظيمات جماعة الإخوان، كل في قطره .. هنا جاءت الإجابة الغريبة: " لأنها لا تفهم معنى التنظيم، ولا تفهم معنى جماعة الإخوان، وبالتالي هي تخشى من الإخوان على كراسيها، لكن لو أن هناك عاقلا أو منصفا ينظر إلى الإخوان وفكر الإخوان بشكل صحبح فلن يعارض .. " [!!!!!] .. يعني المسألة مجرد سوء فهم .. لو فهمت النظم فستنتهي مشاكل الإخوان معها؟ .. لمن يقال هذا الكلام؟
قد يصلح هذا الخطاب في بلد أوروبي ديمقراطي، المسلمون فيه أقلية، وتنظيم الإخوان، أو أي جماعة أخرى، إسلامية أو بوذية أو هندوسية، همها الأول هو خدمة أعضائها والحفاظ على هوية الأجيال الجديدة، و"هداية" من تستطيع إقناعة بقبول دينها .. في إنجلترا مثلا يمكن أن يظهر على ال "بي بي سي" مسئول إخواني يخاطب الحكومة البريطانية محاولا إقناعها بتيسير عمل الجماعة المحلية لأن وجودها لا يتعارض مع مصالح الحكومة ولا يهددها في شيء، وأن كل المخاوف التي تعتري المسئولين والإعلاميين لا أساس لها من الصحة .. قد يكون مقبولا (مع أني لا أظن أنهم سيصدقونه، فهم هناك يضيقون على العمل الإسلامي لا خوفا من تأثيره عليهم في بلادهم، ولكن لأنهم يعرفون أنه يمثل رافدا مهما لمن يعملون على إستعادة الإسلام في بلاد المسلمين) .. لكن الدكتور كان على الجزيرة، يتكلم بالعربية ويخاطب المسلمين في البلاد العربية، فهل تريد للجماهير التي تسمعك أن تصدق أن المسألة مع حكوماتها ليست إلا سوء فهم؟ .. هل تقصد يا دكتور أن الإخوان لا يمثلون أي خطورة حقيقية عى الطغاة المستبدين، وأنهم لو فهموك على حقيقتك فسيتركوك تعمل بحرية؟ .. ألن تعلن أن الحكم الشرعي لا يكون إلا عن إختيار ورضا من الشعب، وأنه لا شرعية لهؤلاء الذين يتوارثون الحكم على غير مشورة من المسلمين (ولا رضا طبعا)؟ .. ألن تعلن أن قبول التبعية لقوى الإستكبار العالمي حرام، وأن المسلمين يجب أن تكون لهم سيادة كاملة على كل مقدراتهم، وأن الحاكم الذي يستمد قوته من تأييد الدول الغربية له هو حاكم خائن لله ورسوله قبل أن يكون خائنا لأمته؟ .. ألن تقول للناس أن الإسلام يرفض أن تستأثر قلة بالثروة، وأن النظام الإسلامي لابد أن يعمل على إعطاء كل مسلم كفايته التي توفر له معيشة كريمة؟ .. وغيرها من المبادئ التي تزخر بها أدبيات حركة الإحياء الإسلامي، وعلى الأخص تراث حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله؟ .. هل ستقول هذا وتعلمه لأعضائك وتنشره بين جماهيرك أم ستقول كلاما آخر؟ .. النظم العربية الإستبدادية القمعية ترفض حركة الإحياء الإسلامي لأنها ستقوض بالتأكيد عروشها، وستسترد ما سرقه أعوان هذه النظم، وستقيم بأذن الله نظما إقتصادية إسلامية تمنع الشركات الغربية من إستغلالنا، وستعمل على توحيد العالم الإسلامي ليقف في مواجهة الهيمنة الغربية الظالمة .. إلى آخر كل هذه الأهداف التي تربينا عليها وتعلمناها من أساتذتنا وشيوخنا، حسن البنا وسيد قطب وعادل حسين ومحمد الغزالي والقرضاوي في مصر، وعبد الحميد بن باديس وعبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي من المغرب العربي، وأبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي ومحمد إقبال من شبه القارة الهندية، وقائمة لا تنتهي من رواد العمل الإسلامي ومفكريه الذين أجمعوا على أن الهدف الأول لحركة الإحياء الإسلامي هو إستخلاص الأمة من أسر النظم المستبدة التي تحركها وتتواطأ معها المصالح الخارجية، ولو سمعك واحد منهم يا دكتور محمود لظن أنك إعلامي مندس تعمل على إفساد وعي أبناء الحركة الإسلامية بحقيقة التحدي الذي تواجهه، ولم يخطر بباله أنك الأمين العام للجماعة التي أسسها حسن البنا.
النظم الحاكمة تقمع الإخوان وكل فصائل الحركة الإسلامية المخلصة لأنها تفهمها جيدا وتعرف أهدافها بأكثر مما يعي بعض أبناء هذه الحركة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.