slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • slot gacor pastigacor88 slot pulsa slot pulsa slot qris slot qris slot qris slot qris slot gacor slot gacor slot dana
  • هكذا صدمنا محمود حسين: 1- الهدف د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    هكذا صدمنا محمود حسين: 1- الهدف

    منذ 6 سنة | 2007 مشاهدات

    الدكتور محمود حسين هو أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، وعندما يتكلم فعلى كل المهمومين بمستقبل حركة الإحياء الإسلامي أن ينصتوا، فما زال الإخوان هم أكبر الفصائل الإسلامية، ورغم كل التشققات والترهلات التي أصابتها فإننا لا نجد غيرها لنعقد عليه الأمل في إستعادة زخم العمل الإسلامي، شريطة أن تقوم بالطبع بحل مشاكلها الداخلية، وترميم وإعادة بناء خطابها العام، والخطاب العام ليس مجرد كلام نختار عباراته بعناية، إنما هو التعبير عن فهم قادة هذه الجماعة للهدف من العمل الإسلامي المعاصر، وهو إعلان عن الإستراتيجية العامة التي يتبنونها في هذه المرحلة تحقيقا لهذا الهدف.

              يمكن للإخوان أن يعتبروا أن قضايا الهدف والإستراتيجية هي شأن داخلي لا يحق لغير الأعضاء أن يناقشوه، لكن إذا أحسنا الظن بهم فسنقول أنهم فهموا أخيرا أن دورهم هو تحريك الجماهير وقيادتها، لكن التغيير لن يتم إلا إذا إقتنعت الجماهير بهذه القيادة وتحركت "معها" (معها، وليس خلفها)، وإذا كان ظننا الحسن هذا في محله، فلابد أن الجماعة تنتظر الآن من جماهيرها أن تناقش ما تعلنه من أفكار .. حقنا على الجماعة وحقها علينا أن نبدي ملاحظاتنا على كلام أمينها العام.

              إذا أردت الصدق: كان الحوار صادما على عدة مستويات، ويستحق أكثر من مقال للتعليق عليه، ففي قضايا جوهرية عديدة أثار الدكتور محمود حسين دهشتي وإستغرابي .. هل غيرت الجماعة توجهاتها؟ .. أم أنني ظللت لسنوات طويلة أؤيد جماعة إفتراضية إخترعتها في خيالي بينما الجماعة الحقيقية الموجودة على أرض الواقع تفكر وتعمل بطريقة مختلفة وفي إتجاه آخر؟ .. لقد كنت أفترض، طوال أربعة عقود، أن الإخوان المسلمين تفكر وتعمل على هدي تراث حسن البنا (وقد قرأت تقريبا كل ما نشر من هذا التراث)، لكني الآن إذا تمعنت في كلام الدكتور محود حسين أجده بعيدا بدرجات متفاوتة (حسب الموضوع) عما ظننت أنه فكر الإمام الشهيد حسن البنا رضوان الله عليه.

              بعد هذه المقدمة الطويلة سأعرض أولا أهم وأكبر الصدمات التي فاجأني بها الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين.

              قالها الدكتور بعفوية، كأنها فكرة بديهية شائعة يعرفها الجميع عن الإخوان: إن الجماعة تأسست على فكرة تحرير الأرض والعرض .. هل هذه حقا هي الفكرة المحورية التي اسس عليها البنا جماعته؟ .. هل لو لم تكن الأرض محتلة والعرض مستباح لما قامت الجماعة؟ .. وهل إذا إنتهت مهمة تحرير الأرض وصون العرض فستعتبر الجماعة أنها حققت غرضها وانتهت مهمتها؟ .. لنفرض مثلا أن الإنجليز كانوا قد رحلوا من مصر عقب ثورة 1919 وتركوا زمام الأمور بيد الملك ونخبته العالمانية المتغربة (وهو الحل الذي إكتشفوه فيما بعد) هل كان هذا الوضع سيصرف البنا عن تأسيس جماعته سنة 1928 أو سيصرف الشعب المصري عن الإنخراط في صفوفها؟ .. ألم يقرأ محمود حسين كتاب "مذكرات الدعوة والداعية"؟

              هذا خلط معيب، قد يقع فيه عضو جديد في الجماعة أو مؤيد لها لم يدرس فكرها المؤسس، لكن الأمين العام لا ينبغي أن تختلط عليه الأمور فلا يفرق بين الأولويات المرحلية في ظرف معين وبين الأساس الذي قامت عليه الجماعة، ولا يعنيني ما الذي يدور بالضبط في عقل الرجل وضميره، إذا كان هذا هو ما يعلنه فإن هذا هو ما يريد أن تعرفه الجماهير عن جماعته.

              إن الهدف الذي تأسست من أجله الجماعة وجذب إليه تلك الجوع الغفيرة من أبناء الشعب المصري (حتى وصل عددهم إلى نصف مليون عندما كان تعدادنا أقل قليلا من 20 مليون) هو أوضح من الوضوح في تراث البنا رحمه الله، أما فهم القيادات التي جاءت بعده لهذا الهدف أو ترجمتها له إلى إستراتيجيات وأهداف مرحلية فقضية أخرى، لكنك لن تحتاج لمن يوضح لك أن الهم الشاغل لحسن البنا كان هو إنهاض هذه الأمة على أسس إسلامية، وأنه كان يدرك تماما أن هذه العملية ستنطوي على تغييرات واسعة النطاق في الثقافة والسياسة والإقتصاد والقانون وغيرها، وأن الإستعمار والهيمنة الغربية على شئوننا هو عقبة رئيسسية يجب تجاوزها أولا، لكن الجماعة لم تتأسس لتحرير الأرض وصون العرض، هذا يشبه أن يقول أحدهم أن الإسلام نزل ليؤسس دولة في المدينة المنورة، إنه تحد ظرفي واجهته الجماعة في مرحلة معينة فرض عليها هدفا مرحليا، وكان عليها أن تسعى إلى تحقيق هذا الهدف المرحلي، ضمن أهداف مرحلية أخرى، حتى يمكنها السير في طريق تحقيق الهدف الأعلى الذي قامت من أجله.

              هل وصل حال الجماعة لدرجة أن يضطر شخص مثلي لأن يلفت نظر أمينها العام إلى أنه أخطأ في وصف هدف جماعته ومبرر وجودها؟

              هذه ليست قضية شكلية، ونحن لا نصطاد في الماء العكر زلة لسان للدكتور محمود حسين، أو جملة أساء التعبير فيها، فلو سألت أي دارس مبتدئ لعلم الإدارة لقال لك أن العمل التنظيمي يجب أن يعكس الهدف الأعلى، أو مبرر وجود المؤسسة، في كل جوانبه، وأن هذا الهدف يجب أن يكون واضحا لكل أعضاء التنظيم ولكل من يتعاملون معه (ستجد كل الشركات الكبرى تكتبه في عبارة قوية وتعلقة في كل مكان من مكاتبها تحت عنوان "رسالتنا")، وكل الأهداف المرحلية تشتق منه وتقود إليه .. التشويش على الهدف الأعلى ومبرر الوجود هو خطأ كبير لايجب أن يقع فيه الرجل الثاني في الهيكل الإداري .. ربما لا يكون من حقي أن ألوم الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين إذا أخطأ في حق جماعته، فهذا شأن داخلي، لكن من واجبي أن أنبه واحدا من أهم قيادات حركة الإحياء الإسلامي إذا أخطأ في تحديد هدف هذه الحركة بكل فصائلها، فهذه الحركة ملك لكل المسلمين، ولله الأمر من قبل ومن بعد

    المقال التالي.  

    شارك المقال