slot dana slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor slot gacor gampang menang slot gacor gampang menang slot gacor slot gacor link slot gacor
  • slot gacor pastigacor88 slot pulsa slot pulsa slot qris slot qris slot qris slot qris slot gacor slot gacor slot dana
  • نقد الأسس المعرفية للفلسفة اليونانية - التصور د. عاصم الفولى - DR Assem Elfouly Assem Elfouly

    نقد الأسس المعرفية للفلسفة اليونانية - التصور

    منذ 6 سنة | 3254 مشاهدات

    الحكم على شيء هو فرع من تصوره، لا أحد ينكر ذلك، فأنت إذا تصورت الشيء على غير حقيقته، أو عجزت عن تصوره أصلا، فلن تستطيع أن تصدر حكما صائبا في أي قضية يكون هذا الشيء طرفا فيها، لكن مشكلة إبن تيمية مع المناطقة هي في زعمهم أن "الحد" الذي يضعونه بطرقهم هو الوسيلة الوحيدة لتصور الأشياء، فيرد عليهم: "إنه [في قولهم] لا تحصل التصورات إلا ب"الحد"، [وهذه] قضية سالبة [تحتاج إلى إثبات -ع] وليست بديهية، فمن أين لهم هذا؟ .. وإذا كان هذا قولا بلا علم، كان أول ما أسسوه القول بلا علم أساسا لميزان العلم الذي يزعمون أنه "آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن أن يزل في فكره" .. إن "الحد" هو مجرد قول الحاد [الشخص الذي يضع الحد] ودعواه، فإنه إذا قال: حد الإنسان - مثلا - أنه "الحيوان الناطق أو الضاحك" فهذه قضية خبرة، ومجرد دعوى خالية من حجة، فإما أن يكون المستمع لها عالما بصدقها من دون هذا القول أو لا يكون، فإن كان عالما بصدقها ثبت أنه لم يستفد هذه المعرفة بهذا الحد، وإن لم يكن عالما بصدقها فإنه بمجرد قول المخبر الذي لا دليل معه لا يفيده العلم، كيف وهو يعلم أنه ليس بمعصوم في قوله؟ فقد تبين أنه على التقديرين: ليس الحد هو الذي يفيد معرفة المحدود".. والواقع أن كلام أبن تيمية يصعب تفنيده: إذا لم تكن تملك فعلا تصورا للشيء فلن يمكنك قبول "الحد" الذي يدعي الفيلسوف أنه هو ماهية هذا الشيء، لأن إجراءات المنطق لا تنطوي على عملية إثبات صحة الحد، فكيف يصرون على أن التصورات لا يمكن تحصيلها إلا بالحد، في حين أن التصور يجب أن يكون موجودا بالفعل وإلا لم يمكن قبول الحد والإعتراف به كتصور لحقيقة الشيء موضوع البحث.

    وفي كتابه "نقض المنطق" يسرد ابن تيمية ستة عشر وجها لبطلان زعم المناطقة أن الحد هو السبيل الوحيد لتصور ماهية الشيء، وأنظر إلى واحد منها فقط لتعرف أسلوبه العقلي في المناقشة:

    "إن الله جعل لإبن آدم من الحس الظاهر والباطن ما يحس به الأشياء ويعرفها، فيعرف بسمعه وبصره وشمه وذوقه ولمسه الظاهر ما يعرف، ويعرف أيضا بما يشهده ويحسه بنفسه وقلبه ما هو أعظم من ذلك .. أما الكلام فلا يتصور أن يعرف بمجرده مفردات الأشياء إلا بقياس تمثيل أو تركيب ألفاظ، وليس شيء من ذلك يفيد تصور الحقيقة .. .. فالمقصود أن الحقيقة إن تصورها بباطنه أو ظاهره استغنى عن الحد القولي، وإن لم يتصورها بذلك امتنع أن يتصور حقيقتها بالحد القولي .. فإن من عرف المحسوسات المذوقة – مثلا – كالعسل، لم يفده الحد تصورها، ومن لم يذق ذلك، كمن أخبر عن السكر وهو لم يذقه، لم يمكن أن يتصور حقيقة الكلام بالحد، بل يمثل له ويقرب إليه، ويقال له طعمه يشبه كذا، أو يشبه كذا وكذا، وهذا التشبيه والتمثيل ليس هو الحد الذي يدعونه .. .. وكذلك المحسوسات الباطنة، مثل الغضب والفرح والحزن والغم والعلم ونحو ذلك، من وجدها فقد تصورها، ومن لم يجدها لم يمكن أن يتصورها بالحد، ولهذا لا يتصور الأكمه [المصاب بعمى الألوان] الألوان بالحد، ولا العنين [العاجز جنسيا] الوقاع [الإتصال الجنسي] بالحد، فإذن القائل بأن الحدود هي التي تفيد تصور الحقائق قائل للباطل .."

              هذا نقض جوهري لواحد من أعمدة الفكر اليوناني الذي يصر على أن يبدأ من تعريف "ماهية" الشيء، أما إبن تيمية فيبدا من رؤية علماء أصول الفقه والمتكلمين في العقائد الإسلامية، والتي وإن كانت تسلم بأن للأشياء فعلا حقائق ثابتة في ذاتها، فهي تعترف بأن إدراك هذه الحقائق قد لا يمكن للإنسان، بسبب قصور أدواته الحسية وملكاته العقلية، لذلك تعتمد المعرفة البشرية على إدراك الأشياء بلوازمها من الخصائص والصفات التي تصلنا من خلال الحواس، وإذا كان هذا يضع حدودا للمعرفة البشرية، فإنها تظل كافية تماما لما نحتاجه في حياتنا للتعامل مع الوجود من حولنا .. لا يمكننا أن نطمح لمعرفة الماهيات دائما، وهذا "الحد" الذي يصل له الفلاسفة بالتأمل العقلي ليس له فائدة حقيقية، ونحن على أي حال لا نحتاج له لنفكر تفكيرا عقليا مستقيما.

              القارئ يعرف بالطبع أن فكرة إبن تيمية – التي هي في الواقع صياغة لواحد من أسس المعرفة في الفكر الإسلامي – هي بالضبط التي نستخدمها الآن في بحثنا العلمي، ولا أحد يفكر في "حدود" المناطقة.

    شارك المقال