منذ 6 سنة | 1461 مشاهدات
لا أعرف من الذي يروج لفكرة أن سامي عنان هو مرشح الإخوان، هل هم أنصار عنان يريدون اجتذاب جماهير الإسلاميين إليه، أم هم أنصار السيسي يريدون الحط من قيمة عنان عند مؤيدي الحكم العسكري الذين ضاقوا ذرعا بفشل السيسي كي يظل هذا الأخير هو المرشح الحصري لخير أجناد الأرض، أم أن الإخوان فعلا يتجهون إلى إعلان تأييدهم لعنان .. على أي حال لم أعد أنتظر مواقف سياسية ذكية من الإخوان، إلا إذا كانوا قد تعلموا السياسة أخيرا، وهو أمر لم تلح بوادره بعد، فقد أثبتوا سذاجة وسوء تقدير وقصر نظر سياسي فادح منذ بيانهم العجيب يوم 24 يناير 2011 وحتى آخر ما سمعته منهم، وهذا بالطبع لا ينفي إعجابي الشديد وتقديري البالغ لدورهم في الحفاظ على هوية الأمة وإنتماء غالبيتها للمرجعية الإسلامية، فبرغم الجراح التي أصابت هذا الإنتماء، والتي يتحمل الإخوان النصيب الأوفى من المسئولية عنها، يظل الفضل لهم، بعد الله جل وعلا، في رسوخ الهوية الإسلامية، أما ما نكابده الآن خلال محاولة إستعادة ثقة الجماهير في قدرة الإسلام على قيادة النهضة فهو أرحم بكثير مما كان يمكن أن نعاني منه لو كانت هجمة التغريب الشرسة التي بدأت منذ النصف الأول من القرن العشرين، ولتي تصدى لها الإخوان بكفاءة، قد نجحت لا قدر الله في تغريب شعوبنا وإبعادهم عن الإسلام.
نعود لموضوع سامي عنان: ما هو الموقف الذي ينبغي لأنصار الحل الإسلامي أن يتخذوه منه؟
بعض الإسلاميين الذين نقدر حماسهم وإخلاصهم يعترضون من حيث المبدأ على مجرد طرح هذا السؤال، لأنهم يرون أن الموقف الوحيد المسموح به هو الإصرار على الدفاع عن شرعية الرئيس محمد مرسي – فك الله أسره – والمطالبة بعودته إلى السلطة .. أنحاز وجدانيا لهؤلاء المخلصين، لكني مقتنع – لأسباب يضيق المجال عن عرضها – أن الأولوية التي تواجه كفاح الشعب المصري لبناء مستقبله هي استعادة ديمقراطيتنا المغدورة، وشرعية الدكتور مرسي ليست هدفا في حد ذاتها، وإنما هي أحد أدوات إستعادة الديمقراطية .. المواقف السياسية لا ينبغي أن تبنى على المشاعر الوجدانية، لابد من بحث القضية على أسس عقلية موضوعية.
تحديد الموقف من سامي عنان يتطلب الإجابة أولا على ثلاثة أسئلة:
الإجابة على هذه الأسئلة تقتضي منا أن نعرف أولا أسباب ترشح سامي عنان .. لا توجد عندنا إجابة محددة لهذا السؤال، توجد فقط إحتمالات غير مؤكدة، ولا يمكن التأكد منها، لكن فحصها سيساعدنا ونحن نفكر في ما يجب علينا عمله، وسنطرح هذه الاحتمالات في مقال قادم بإذن الله، وبعدها نحاول الإجابة على الأسئلة المهمة، بموضوعية وبعقل بارد، والله المستعان.