أخيرا تكلم .. لماذا تكلم؟

منذ 6 سنة | 1063 مشاهدات

أعلن شيخ الأزهر تبرمه وضيقه الشديد بالهجوم الذي يتعرض له الأزهر وبالاتهامات التي تكال له بعدم القيام بمهمته في مقاومة الإرهاب، وأضاف أن هذه الدعاوى ليست مجرد هجوما على الأزهر، لكنها هجوم على الإسلام نفسه .. يااااه .. أخيرا [!!!] .. بالطبع أن تصل متأخرا خير من ألا تصل مطلقا، ومع ذلك أليس من حقنا أن نتساءل لماذا تكلم الآن وسكت من قبل، ليس من المعقول أن نتصور أنه لم يكن قد سمع بهذا الهجوم فلما أخبروه تكلم، فما الذي دعاه الآن إلى الكلام؟ وقد كان كلامه بالفعل بلهجة شديدة بالنسبة لما تعودناه منه، هناك عدة احتمالات:

  • هل طولب مؤخرا بتقديم تنازلات فاقت قدره ضميره المسلم على الاحتمال (ويبدو أن ضمير فضيلته ذو قدرة هائلة على الاحتمال)، وهو في النهاية عالم مسلم، يعلم أن للترخص حدود، وأن الخوض في المحظورات عليه قيود، مهما كانت شدة الضرورات والمخاطر، عندما يتعرض الدين للخطر .. يا ريت .. نسأل الله أن يكون قد أفاق أخيرا وقرر الوقوف وقفة مسلم، مجرد مسلم، ولن نطالبه بأن يقف الوقفة التي تليق بشيخ للأزهر، فيبدو أن هذا فوق طاقته، وإلا كان فعلها من زمان.
  • أم تري زادت ضغوط مشليخ الأزهر الأجلاء زيادة كبيرة، ومنهم من بلغت روحه الحلقوم مما يتعرض له الإسلام دون أن يتاح لهم فرصة المواجهة للرد والبيان، فسمح له النظام بأن يقول كلمتين ينفس بها قدرا من هذه الضغوط قبل أن تصل إلى مرحلة الانفجار، فتضع النظام كله في حرج شديد .. ربما.
  • أو لعله أحس بنية النظام في إزاحته كما أزاح غيره من قبل، فقرر اتخاذ هذا الموقف الذي ربما يجعلهم يحتفظون به قليلا حتى لا تبدو السلطة في موقف المؤيد للهجوم على الإسلام، فاستبعاده بعد أن قال هذا الكلام سيفضح رغبة النظام في إفساح الطريق للمهاجمين، وحتى لو أنفذوا نيتهم واستبعدوه فسيمكنه ساعتها الاحتفاظ بالحد الأدنى من الاحترام لنفسه باعتبار أنه لم يصمت تماما على أية حال، أو ربما يبالغ البعض فيعطيه لقب شهيد كلمة الحق .. لا أعرف كيف يفكر.

ولعل هناك احتمالات أخرى سيكشف عنها المستقبل، لكن ما يمكننا الاطمئنان ونحن نقرره هو أن أحمد الطيب النجار ليس هو الشخص الذي يصلح لقيادة حركة قادرة على مواجهة هذا المد العالماني المؤيد من كل وسائل إعلام مصر، أما حسابه على مواقفه السابقة فنكله الى الرقيب الحسيب سبحانه وتعالى.

اللهم احفظ علينا ديننا حتى نلقى وجهك الكريم، أما الإسلام نفسه فمحفوظ بحفظ الله إلى أن تقوم الساعة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

شارك المقال